تُعد حرائق الغابات من أخطر الكوارث البيئية التي تهدد النظم البيئية والتنوع الحيوي، وتؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان واقتصاديات الدول. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح بالإمكان رصد هذه الحرائق والتعامل معها بطرق أكثر دقة وسرعة. وفي هذا الإطار، جاءت زيارة وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري عبد السلام هيكل إلى الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في اللاذقية، للاطلاع على إنجازاتها في مراقبة الحرائق ودعم مشاريعها المستقبلية.
أهمية الزيارة
خلال جولته، التقى الوزير بلجنة تسيير الأعمال في الهيئة، إذ نوقشت أوضاع العمل الراهنة، مع التركيز على منصة الغابات ومراقبة الحرائق. وقد أشاد الوزير بالجهود المبذولة في إنتاج خرائط الخطورة اليومية، التي تساعد على التنبؤ بالمناطق الأكثر عرضة للحرائق، وتقييم الأضرار بعد وقوعها.
دور التكنولوجيا
أحد أبرز محاور الزيارة كان استعراض تقنيات الدرون وصور اللايدر (LiDAR)، التي تقدم بيانات دقيقة تساعد في التخطيط وإعادة التأهيل البيئي بعد الحرائق. كما تمت مناقشة تطبيقات “Google Earth Engine” في تحليل البيانات الجغرافية المتعلقة بحرائق الغابات، مما يسهم في اتخاذ قرارات مدروسة لحماية الغطاء النباتي.
القيمة العلمية والبيئية
الهيئة العامة للاستشعار عن بعد لا تقتصر جهودها على الحرائق فقط، بل تشمل أيضاً إعداد خرائط جيولوجية وهيدرولوجية، وتوثيق المباني والمعالم التاريخية بتقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد. هذه المبادرات تضيف قيمة كبيرة للمعرفة البيئية، وتعزز من قدرة المؤسسات على إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة.
التحديات والحلول
حرائق الغابات تتسبب بخسائر بيئية جسيمة، منها تدمير الغطاء النباتي، وإطلاق كميات كبيرة من الكربون في الجو، مما يفاقم تغير المناخ. لكن مع تطور أدوات الرصد والتحليل، يمكن للجهات المعنية أن تتخذ خطوات استباقية للتقليل من آثار هذه الكوارث.
زيارة وزير الاتصالات للهيئة العامة للاستشعار عن بعد في اللاذقية، تمثل خطوة مهمة في دمج التكنولوجيا الحديثة ضمن الجهود الوطنية لمكافحة حرائق الغابات. إن الاستثمار في التقنيات المتقدمة مثل الدرون واللايدر يعزز من قدرة الدولة على حماية بيئتها، وضمان استدامة مواردها للأجيال القادمة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info