في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، قدم الدكتور مهدي دخل الله تحليلاً شاملاً لأزمة أوكرانيا، معتبراً أن الحل القادم سيعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل إدارة بايدن. واستند في تحليله إلى جذور الأزمة التي تعود إلى التوسع التدريجي لحلف الناتو شرقاً، مخالفاً الوعود الأمريكية السابقة بعدم التمدد نحو أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
أوضح دخل الله أن نقطة التحول الحاسمة جاءت مع المطالبة بإخراج الأسطول الروسي من القرم، الذي يمثل موقعاً استراتيجياً حيوياً لروسيا في البحر الأسود. كما أشار إلى الأهمية الصناعية والاقتصادية لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك، مشبهاً إيها بحلب في سوريا من حيث الأهمية الاستراتيجية والصناعية.
في معرض تحليله للاتفاقات السابقة، ذكر دخل الله أن اتفاق مينسك كان ينص على منح المناطق الناطقة بالروسية حكماً ذاتياً فيدرالياً ضمن أوكرانيا، مع الحفاظ على استخدام اللغة الروسية. لكن هذه الاتفاقات تعثرت مع وصول إدارة بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة.
تناول التحليل أيضاً الاختلافات بين الموقفين الأوروبي والأمريكي، حيث أشار إلى المصالح الاقتصادية الكبيرة التي تربط أوروبا وخاصة ألمانيا وفرنسا بروسيا، في مقابل الموقف الأطلسي البريطاني الأمريكي الأكثر تشدداً. وأوضح أن الجمهوريين الأمريكيين عموماً أكثر ميلاً للحلول التفاوضية مع روسيا مقارنة بالديمقراطيين.
في ختام حديثه، أعرب دخل الله عن تفاؤله بحل قريب للأزمة الأوكرانية في حال استمرار إدارة ترامب، معتبراً أن الوقت يعمل لصالح هذا الحل الذي سينعكس إيجاباً على المنطقة ككل، بما في ذلك الملف السوري ومشروع “الشرق الأوسط الجديد”. وشدد على أن الحلول السريعة وإن بدت خطيرة، إلا أنها قد تكون الأكثر فعالية في ظل الظروف الحالية.