أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عن سلسلة من الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الأمان في المدينة وتنظيم حركة السير بشكل أفضل، وذلك عبر إعادة توزيع وتفعيل نقاط التفتيش الأمنية.
حسب الإجراءات، فقد تم إلغاء بعض النقاط الأمنية التي كانت تشكل ازدحاماً أو عرقلة في مداخل المدينة، مثل نقطة التفتيش القريبة من جامعة اللاذقية عند المدخل الشرقي، وكذلك النقطة الواقعة قرب مراكز المواصلات. بالمقابل، تم تفعيل نقاط بديلة في مواقع مدروسة أكثر فاعلية، ومنها نقطة التفتيش في حي الزقزقانية على الطريق الواصل بين الحي وطرف المدينة، إضافةً إلى نقطة أخرى عند تقاطع “اليهودية” قرب محطة جامع للوقود.
تكمن أهمية هذه الإجراءات في أنها تحقق توازناً بين ضرورات الأمن من جهة، وانسيابية الحركة المرورية من جهة أخرى. فالنقاط الأمنية تشكّل خط الدفاع الأول عن المدينة، إذ تسهم في ضبط حركة الدخول والخروج، ومنع مرور أي عناصر مشبوهة أو محاولات تهريب أسلحة ومواد غير قانونية. لكنها في الوقت نفسه، إذا وضعت في أماكن مزدحمة أو قريبة من مراكز حيوية، قد تؤدي إلى بطء شديد في حركة السير وإعاقة حياة المواطنين اليومية.
من هنا تأتي أهمية نقل هذه النقاط إلى مواقع أكثر ملاءمة، بحيث تكون قادرة على أداء مهامها الأمنية بكفاءة، دون أن تشكل عبئاً على المواطنين أو تعطل الحركة الاقتصادية. إن اختيار نقاط عند أطراف المدينة أو عند التقاطعات الرئيسية المدروسة يسهل عمليات التفتيش والمتابعة الأمنية، ويمنح العناصر الأمنية القدرة على التعامل بمرونة أكبر مع الحالات الطارئة.
هذه الخطوة تعكس حرصاً متزايداً لدى الجهات الأمنية بأهمية الشراكة بين المواطن ورجل الأمن، إذ لا يُنظر للتفتيش كإجراء معيق، بل كضمانة لحماية المجتمع. كما أن إعادة هيكلة النقاط الأمنية بشكل دوري يعكس مواكبة للتغيرات في المشهد الأمني والمروري للمدينة.
إن الإجراءات الجديدة في اللاذقية تمثل خطوة نوعية لتعزيز الاستقرار والأمان، وتسهيل حياة المواطنين اليومية. فهي تضع في الاعتبار حاجة المدينة إلى الحماية، وفي الوقت ذاته تؤكد أن الأمن لا ينفصل عن الراحة العامة وحسن إدارة حركة المرور. إن نجاح هذه التجربة سيكون نموذجاً قابلاً للتعميم على باقي المدن السورية، لتحقيق معادلة الأمن والانسيابية بشكل متوازن ومستدام.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info