في إطار الجهود المبذولة لتحسين المشهد العمراني وتخفيف الازدحام المروري داخل مدينة اللاذقية، أعلن مجلس المدينة عن افتتاح سوق السيارات الجديد في المدينة الرياضية، وذلك بتوجيهات من محافظ اللاذقية محمد عثمان وبإشراف مباشر من مدير الإدارة المحلية والبيئة علي عاصي. ويأتي هذا المشروع ليشكّل خطوة نوعية في تنظيم قطاع بيع وشراء السيارات الذي طالما شكّل عبئاً على الشوارع العامة وأثر على حركة السير والانسياب المروري.
قرار إنشاء السوق الجديد لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكمات شهدتها المدينة بسبب الانتشار العشوائي لمكاتب بيع السيارات على الأرصفة والمناطق الحيوية، ما تسبب باحتلال مساحات كبيرة من الأملاك العامة وأثر على المظهر العمراني العام. ومن هذا المنطلق عمل مجلس المدينة، بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية، على إيجاد موقع بديل يضمن للتجار ممارسة نشاطهم في بيئة منظمة وآمنة، فوقع الاختيار على أرض المدينة الرياضية مقابل متحف المدينة، بالقرب من الباب الرئيسي. وقد جرى تجهيز الموقع بشكل كامل وترقيم المكاتب المخصصة للتجار بحيث تسهل عمليات البيع والشراء ضمن مكان واضح ومرتب.
يمتد السوق الجديد على مساحة ثلاثين دونماً، ويضم مئة وعشرة مكاتب جرى توزيعها بطريقة مدروسة تسمح باستيعاب النشاط التجاري المتزايد في هذا القطاع. وقد افتتح المحافظ محمد عثمان السوق برفقة مدير الإدارة المحلية والبيئة، مؤكداً أن الهدف الرئيس من هذا المشروع هو التخفيف من الازدحام المروري ونقل نشاط بيع السيارات إلى مكان مهيأ بشكل حضاري يكون نقطة جذب لكل من المشترين والبائعين. وأوضح المحافظ أن العمل لم يقتصر على تأمين البنية التحتية، بل شمل أيضاً توفير الخدمات الأساسية اللازمة لجعل السوق بيئة مريحة للتعاملات التجارية، مشيراً إلى أن إيجار المكاتب يمثل مبلغاً رمزياً يصب في مصلحة المدينة الرياضية، وذلك في إطار تسهيل عمل أصحاب المعارض ودعم الحركة الاقتصادية المحلية.
ولا يخفى أن هذا المشروع يحمل أبعاداً متعددة، فهو من جهة يسهم في تحسين التنظيم العمراني والحد من الفوضى التي كانت تشهدها المدينة، ومن جهة أخرى يفتح المجال أمام قطاع تجارة السيارات ليأخذ طابعاً رسمياً ومنظماً يواكب التطور العمراني والخدمي. كما يعزز من مكانة المدينة الرياضية كمركز للنشاط الاقتصادي والاجتماعي، بما يضيف بعداً جديداً لدورها الذي لم يعد مقتصراً على الجانب الرياضي فحسب.
إن افتتاح سوق السيارات الجديد في اللاذقية يشكّل نموذجاً عملياً لكيفية توظيف التخطيط الحضري في خدمة الاقتصاد المحلي وتحسين جودة الحياة داخل المدينة. فهو مشروع يوازن بين متطلبات التنظيم العمراني واحتياجات المواطنين، ويؤسس لمرحلة أكثر انضباطاً وفاعلية في قطاع بيع وشراء السيارات، بما يعكس رؤية مستقبلية تسعى لتحويل اللاذقية إلى مدينة أكثر تنظيماً وجاذبية. افتتاح سوق السيارات الجديد في اللاذقية: تنظيم حضري ودعم اقتصادي
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info