شهدت محافظة اللاذقية السورية جدلاً واسعاً بعد إعلان السلطات إغلاق منتجع “إكس بيتش” في منطقة وادي قنديل الساحلية، وذلك عقب تداول مقاطع مصورة أظهرت حفلات صاخبة وحضوراً بلباس البحر، الأمر الذي أثار انتقادات مجتمعية واسعة. وبينما ربط البعض القرار بمسائل تتعلق بـ”الاحتشام والاختلاط”، أكدت السلطات أن السبب الرئيسي هو عدم امتلاك المنتجع للتراخيص اللازمة.
أسباب الإغلاق الرسمية
وسط تشديد الرقابة على المنشآت السياحية وآلية عملها، أكد علي عاصي، رئيس “الوحدات الإدارية” في اللاذقية، أن المنتجع لم يحصل على أي تراخيص من الإدارة المحلية أو من وزارة السياحة، مشدداً على أن القرار جاء ضمن جولات روتينية تنفذها اللجان المختصة لتنظيم الاستثمار على الشواطئ. وأضاف أن إغلاق المنتجع سيستمر حتى يتم تصويب أوضاعه القانونية والحصول على الموافقات الرسمية من وزارة السياحة.
انتقادات مجتمعية
تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت أجواء احتفالية داخل المنتجع، وسط انتقادات لافتة حول “عدم الاحتشام” و”الاختلاط”، ما زاد من حدة الجدل. وبينما اعتبر البعض أن هذه الأجواء لا تتناسب مع العادات والتقاليد، رأى آخرون أن مثل هذه الأنشطة تدخل ضمن إطار السياحة الطبيعية التي يفترض أن تكون من عوامل الجذب لمدينة ساحلية مثل اللاذقية.
تأثير القرار على القطاع السياحي
إغلاق منتجع “إكس بيتش” أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل السياحة في المنطقة، خاصة أن اللاذقية تُعد من أبرز الوجهات الساحلية في سوريا. فالبعض يرى أن القرارات المشددة قد تحد من الاستثمارات السياحية وتقلل من فرص إنعاش هذا القطاع الذي يعاني أساساً من ظروف الحرب والأوضاع الاقتصادية، فيما يرى آخرون أن الالتزام بالقوانين هو الضمانة الوحيدة لقيام سياحة منظمة ومستدامة.
بين القانون والمجتمع
تتقاطع في هذه القضية أبعاد قانونية ومجتمعية وسياحية؛ فبينما تؤكد السلطات أن الأمر إداري بحت مرتبط بغياب التراخيص، فإن الرأي العام المحلي يربط الإغلاق بالاعتبارات الأخلاقية والثقافية. وهذا يعكس التحديات المستمرة التي تواجه الاستثمار السياحي في سوريا بين متطلبات السوق وحساسيات المجتمع.
إغلاق منتجع “إكس بيتش” في اللاذقية كشف مجدداً عن التحديات المعقدة التي تواجه قطاع السياحة في سوريا، حيث تتداخل القوانين بالاعتبارات المجتمعية والثقافية. وبينما يطالب البعض بمزيد من الانفتاح لتشجيع السياحة، يصر آخرون على ضرورة الحفاظ على الطابع الاجتماعي والقانوني. ويبقى مستقبل هذه الاستثمارات مرهوناً بقدرة السلطات على تحقيق توازن بين التطوير السياحي ومراعاة الخصوصية المحلية.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info