في ظل التصعيد المتواصل في محافظة السويداء، تبرز خارطة الطريق الموقعة بين سوريا والأردن والولايات المتحدة كمحاولة جادة لوضع حد للأزمة التي تهدد الوحدة الوطنية السورية. وفي حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو مع الكاتب والباحث السياسي مصطفى النعيمي على أثير إذاعة فيرجن إف إم، تم تحليل بنود هذه الاتفاقية وأبعادها الإقليمية والدولية.
يرى النعيمي أن هذه الخارطة تمثل إطاراً عملياً لتحقيق الاستقرار في السويداء عبر آليات تشاركية تجمع بين الأمن المحلي والإدارة المدنية. ويشير إلى أن الاتفاقية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: نشر قوات أمنية مشتركة من أبناء المحافظة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إنشاء غرف عمليات مشتركة للإشراف على الحواجز الأمنية، وإطلاق عملية مصالحة وطنية شاملة تحت رعاية أردنية. ويكشف أن الأردن يلعب دور الوسيط الأساسي نظراً لخبرته في إدارة الأزمات وعلاقاته المتوازنة مع جميع الأطراف.
على الصعيد الأمني، يحلل النعيمي أن الاتفاقية تهدف إلى سحب الذرائع التي تستغلها إسرائيل للتدخل في الجنوب السوري، حيث تشترط تل أبيب ضمانات أمنية مقابل عدم عرقلة عملية الاستقرار. ويؤكد أن الضغط الأمريكي على إسرائيل أصبح واضحاً عبر زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى دمشق، التي حملت رسائل مفادها أن واشنطن لن تسمح باستمرار الاشتباكات التي تهدد أمن الطاقة في المنطقة.
ختاماً، يشدد النعيمي على أن نجاح خارطة الطريق مرهون بقدرة الأطراف السورية على تجاوز الخلافات وبناء ثقة متبادلة، مع ضرورة محاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات بغض النظر عن انتماءاتهم. ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن السويداء من أن تكون نموذجاً للمصالحة الوطنية تليها باقي المناطق السورية، أم أن التعقيدات الإقليمية والتدخلات الخارجية ستقوض أي محاولة للاستقرار؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مصير سوريا كدولة موحدة.