تتصاعد الحرائق منذ أيام في غابات جبل التركمان بريف اللاذقية، مهددة الطبيعة والقرى المجاورة. البداية كانت في منطقة السكرية قبل أن تتمدد بسرعة بفعل الرياح والجفاف، حتى وصلت إلى الطريق الدولي حلب–اللاذقية.
واجهت فرق الإطفاء تحديات كبيرة خلال عملها. فقد أحرقت النيران ملحقات لتزويد المياه وحاصرت العناصر، بينما تسببت الانفجارات الناجمة عن مخلفات الحرب في عرقلة الجهود وإخراج الحريق عن السيطرة في بعض المحاور. هذه الظروف أدت إلى خسائر في المعدات وإصابة أربعة عناصر، بينهم حالات حروق خطيرة واختناق.
رغم وصول دعم من محافظات أخرى، ما تزال النيران مشتعلة. فقد تمكنت الفرق من وقف تمددها غرباً، لكن وعورة التضاريس وكثرة الألغام حالت دون السيطرة على الجهة الشرقية. في الوقت نفسه، شكّلت سحب الدخان الكثيف خطراً على السكان والطريق الدولي.
أطلقت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث نداءات عاجلة للسكان. دعت الأهالي إلى حماية الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، والتزام المنازل قدر الإمكان مع ارتداء الكمامات، وحذرت من إشعال النيران أو رمي أعقاب السجائر في الغابات. كما ناشدت المواطنين التبليغ عن أي شخص يتسبب بالحرائق عمداً أو عن غير قصد.
وتمثل حرائق جبل التركمان مأساة بيئية وإنسانية. فهي تكشف هشاشة الغابات أمام الإهمال وتبرز آثار الحرب المستمرة على الأرض والناس. وبينما تواصل فرق الإطفاء معركتها، يبقى وعي المجتمع وحماية الغابات خط الدفاع الأول لصون ما تبقى من المساحات الخضراء.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info