تسعى هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اللاذقية إلى لعب دور محوري في تعزيز الاقتصاد المحلي، عبر تمكين رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة، وتوفير منصات تتيح لهم عرض منتجاتهم والتواصل مع جمهور أوسع. وتأتي المشاركة في المعارض والمهرجانات كخطوة عملية لتنفيذ هذه الرؤية التنموية، بما يسهم في دعم المنتج الوطني وإبراز الهوية التراثية والثقافية للمحافظة.
المعارض كمنصة للتسويق والدعم
أوضحت كنانة عدرا، مديرة فرع الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة باللاذقية، أن برنامج المعارض والأنشطة الترويجية يعد أحد أهم أدوات الهيئة لدعم المشاريع، حيث تتكفل بتحمل كامل التكاليف المتعلقة بالمشاركة، من نقل وإقامة وشحن وتجهيز الأجنحة، مما يخفف عن أصحاب المشاريع الأعباء المالية، ويمنحهم فرصة التركيز على تطوير منتجاتهم وجودتها.
حضور في صلنفة وكسب وجبلة
شهدت فعاليات مهرجان ربيع اللاذقية، ومعارض الحرف اليدوية في صلنفة وكسب وجبلة، مشاركة واسعة من مشروعات محلية برعاية الهيئة. وقد تميزت الأجنحة المعروضة بمنتجات متنوعة تعكس الطابع التراثي لمحافظة اللاذقية، مثل الصابون الغار، العسل الطبيعي، الأعمال اليدوية، الكروشيه، الإكسسوارات، والرسم على الزجاج والخشب. هذه المشاركات لم تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتفعيل النشاط السياحي وإعادة الألق لمناطق سياحية عريقة في الساحل السوري.
من التدريب إلى الإنتاج
ما يميز هذه المشاريع أن جزءاً كبيراً منها وُلد من رحم الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة، إذ تمكنت العديد من السيدات من تأسيس مشاريعهن الخاصة والانطلاق نحو سوق العمل. وبذلك تتحول المعارض إلى منصات عملية تعزز ثقة المشاركين بأنفسهم، وتمنحهم فرصة الاندماج في العملية الإنتاجية ضمن مسار مستدام.
أثر اقتصادي وتنموي
تعتبر هذه المهرجانات وسيلة فعالة للترويج للمنتجات الوطنية دون الحاجة لتحمل تكاليف الدعاية، ما يمنحها قيمة مضافة ويسهم في إعادة تشغيل عجلة الإنتاج. كما تعكس هذه المشاركات رؤية الهيئة التي لا تقتصر على التدريب فقط، بل تمتد لمتابعة رواد الأعمال ودعمهم حتى مراحل الإنتاج والتسويق، بما يتماشى مع أهداف إعادة الإعمار وبناء اقتصاد وطني أكثر قوة وتنوعاً.
إن مشاركة هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المعارض ليست مجرد حدث عابر، بل هي خطوة استراتيجية تؤسس لنهج تنموي طويل الأمد، يربط بين دعم المنتج المحلي، وتمكين الأفراد، وتنشيط السياحة، وإحياء التراث. ومن خلال هذه المبادرات، تثبت الهيئة أن المشاريع الصغيرة قادرة على تحقيق أثر كبير في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وإعادة صياغة مستقبل أكثر استدامة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info
