تُعد الأسواق في محافظة اللاذقية بمختلف مدنها، من اللاذقية المركزية إلى جبلة والحفة والقرداحة، مرآة حقيقية للحياة اليومية للمواطنين. فهي لا تعكس فقط حركة البيع والشراء، بل تكشف عن واقع اقتصادي واجتماعي متقلب، يتأثر بالطقس والإنتاج المحلي وحتى مزاج المستهلك. وخلال جولة ميدانية في عدد من الأسواق، بدا التباين واضحاً بين أسعار السلع الغذائية وتفاوت الإقبال عليها.
اللحوم والأسماك
سجلت أسواق في اللاذقية مع نهاية الأسبوع الجاري، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار اللحوم الحمراء والأسماك، بينما استقرت أسعار الدواجن عند حدودها السابقة. فقد بلغ سعر كيلو لحم العجل 130 ألف ليرة سورية، ولحم الخاروف 150 ألف ليرة، فيما وصل سعر سودة الخاروف إلى 100 ألف ليرة. أما الدجاج فبقي عند 25 ألف ليرة للكيلو الواحد.
وفي سوق السمك، انعكس ضعف الصيد بسبب الأجواء المطرية على الأسعار؛ وتراوح سعر كيلو سمك البلميدا بين 25 و35 ألف ليرة حسب الحجم، بينما قفز سعر الغريبة إلى 350 ألف ليرة، وبلغ سعر السلطاني 110 آلاف ليرة، والقجاج 75 ألف ليرة سورية. هذا الارتفاع أدى إلى ركود واضح في حركة التسوق.
الخضار والفواكه
في المقابل، شهدت أسواق الخضراوات والفواكه، مثل سوق الكراج القديم وسوق النقعة، استقراراً وحتى انخفاضاً في الأسعار. فقد سجل كيلو التفاح 10 آلاف ليرة، والموز 13 ألفاً، بينما وصل العنب إلى 8 آلاف ليرة، والبندورة والخيار والبطاطا بين 4 و5 آلاف ليرة سورية.
كما استقرت أسعار البيض عند 29 ألفاً للأبيض و31 ألفاً للأحمر، والحبوب بين 8 و18 ألف ليرة سورية حسب النوع.
حركة ضعيفة
رغم هذا التباين، تبقى حركة الأسواق بطيئة في معظم مناطق المحافظة، مع عزوف ملحوظ عن الشراء نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي جعل كثيراً من الباعة يصفون السوق بأنه “هادئ أكثر من المعتاد”.
تعكس جولة اليوم في أسواق جبلة صورة مصغرة عن واقع الأسواق في عموم اللاذقية، أسعار متفاوتة، طلب محدود، وتجار يحاولون التكيف مع الظروف المتقلبة. وبينما تبقى الخضراوات والفواكه الخيار الأكثر قبولاً، يظل الأمل معقوداً على تحسن الطقس والإنتاج المحلي لتعود الأسواق إلى حيويتها المعتادة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info