تُعد المبادرات التطوعية التي تستهدف الحفاظ على المعالم الثقافية والتراثية من أبرز الخطوات التي تعكس وعي المجتمع بأهمية التراث الوطني. في هذا السياق، أطلقت فرق الدفاع المدني السوري بالتعاون مع عدد من الفعاليات المحلية حملة لتجميل وإعادة تأهيل المتحف الوطني في مدينة اللاذقية، بهدف استعادة رونقه وتعزيز دوره كمركز ثقافي وتاريخي هام للمدينة.
جهود مشتركة
أكد عبد الكافي كيّال، مدير مديرية الدفاع المدني في اللاذقية، أن الحملة جاءت بمشاركة واسعة من المتطوعين المحليين، مشيراً إلى أن المتحف كان يعاني من الإهمال لفترة طويلة. وأضاف أن التعاون بين فرق الدفاع المدني والمجتمع المحلي مكّن من إعادة الحيوية إلى هذا المعلم البارز، بما يعكس أهمية المشاركة المجتمعية في صون التراث والمحافظة على الهوية الثقافية للمدينة.
أعمال التجميل والصيانة
شملت الحملة مجموعة من الأعمال التي ساهمت في تحسين شكل المتحف وإعادة بريقه، من بينها إزالة الأتربة والأنقاض، وتنظيف الأرصفة والمقاعد المحيطة بالمتحف، إضافة إلى تطوير الإضاءة العامة للمكان.
هذه الجهود لم تقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل هدفت أيضاً إلى تعزيز تجربة الزوار وخلق بيئة أكثر جاذبية وراحة، تعكس صورة حضارية تتناسب مع مكانة المتحف في قلب المدينة.
أهمية المتحف
يُعتبر المتحف الوطني في اللاذقية من أهم المعالم السياحية والثقافية في المدينة، حيث يجمع بين الأصالة المعمارية والتاريخ العريق. كما يمثل المتحف مساحة حية لتوثيق تاريخ المنطقة وحفظ آثارها ومقتنياتها الثمينة، ما يجعله رمزاً للهوية الثقافية وللذاكرة الجماعية للمجتمع المحلي.
الحفاظ على هذه المعالم لا يقتصر على السلطات الرسمية فحسب، بل هو مسؤولية مشتركة تتطلب وعي ومشاركة فعّالة من جميع شرائح المجتمع.
تبرز حملة التجميل وإعادة التأهيل للمتحف الوطني في اللاذقية كنموذج عملي للتعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي من أجل صون التراث الثقافي. إذ لم تقتصر أهميتها على الجانب الجمالي فحسب، بل امتدت لتشمل تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على التاريخ الوطني، وخلق مساحة ثقافية نابضة بالحياة تُلهم الأجيال القادمة للحفاظ على إرثهم الثقافي.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info