شهدت محافظة اللاذقية خلال الموسم الحالي انخفاضاً غير مسبوق في منسوب المياه في سد مشقيتا، نتيجة الموسم الجاف الذي تأثرت به معظم المناطق الساحلية هذا العام. هذا الانخفاض أتاح لمديرية الموارد المائية فرصة نادرة لإجراء صيانة شاملة للبوابات والأنفاق التي تبقى مغمورة بالمياه في الظروف الاعتيادية، في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة السد وضمان استمرار ضخ المياه للمواطنين دون انقطاع مستقبلاً.
صيانة استثنائية
أوضح مدير الموارد المائية في اللاذقية المهندس محمود قدّار أن منسوب المياه في السد انخفض إلى ما دون “المنسوب 58″، وهو مستوى لا يتكرر سوى مرة كل عدة سنوات. هذا الانخفاض أتاح للكوادر الفنية الدخول إلى مناطق كانت مغمورة بالمياه بشكل دائم، وتنفيذ أعمال الصيانة الضرورية.
وأشار قدّار إلى أن الفرق الفنية قامت بأعمال لحام وصيانة للبوابات الرئيسية في السد، إضافة إلى تفقد نفق عين البيضا الذي يبلغ طوله نحو سبعة كيلومترات، وتم الدخول إليه من جهة البحيرة والخروج من جهة محطة التصفية، مع التأكد من سلامة كل أجزائه.
انقطاع مؤقت للمياه
خلال فترة الصيانة، أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في اللاذقية عن توقف محطة التصفية عن العمل بشكل مؤقت، ما أدى إلى انقطاع المياه عن مناطق القنجرة والجزء الشمالي من مدينة اللاذقية خلال أيام السبت والأحد والإثنين (18-19-20 تشرين الأول).
وطمأنت المؤسسة المشتركين بأن هذا الانقطاع مؤقت وضروري لضمان جودة المياه واستمرارية الضخ دون أعطال مستقبلية، مؤكدة أن عمليات الصيانة جرت وفق أعلى المعايير الفنية.
عودة الضخ وتحسن في الأداء
مع انتهاء أعمال الصيانة مساء يوم الإثنين، عادت محطة التصفية إلى العمل وبدأ الضخ بشكل طبيعي نحو مختلف المناطق. وأشار المهندس قدّار إلى أن نتائج الفحص النهائية أظهرت أن حالة النفق والبوابات جيدة جداً بعد الصيانة، مما يعزز من استقرار عمل السد والمنظومة المائية بشكل عام.
تُعدّ هذه الصيانة الطارئة في سد مشقيتا خطوة مهمة نحو الحفاظ على الأمن المائي في محافظة اللاذقية، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية وتراجع كميات الهطولات المطرية. ويؤكد هذا الجهد الجماعي من مديرية الموارد المائية ومؤسسة مياه الشرب أهمية الاستباق في إدارة الموارد لضمان استمرار تزويد الأهالي بالمياه بشكل آمن ومستدام.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info