
في سياق المساعي الجادة لإعادة اللحمة الوطنية، تبرز المفاوضات بين الحكومة السورية وقوات “قسد” كمحطة محورية في مسار استكمال سيادة الدولة على كامل أراضيها. وفي تحليل خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، يؤكد المحلل السياسي حسام طالب أن الحوار يمثل الخيار الاستراتيجي الأمثل لتسوية الملفات العالقة، مشيراً إلى تقدم ملموس في مسار التفاهمات رغم التحديات القائمة.
يكشف طالب عن خطوات عملية على طريق الاندماج، أبرزها تقديم “قسد” قوائم بأسماء قادة الفرق الثلاثة المقرر دمجها في الجيش السوري، وتسليم عدد من الموقوفين كبادرة حسن نوايا خلال لقاءات الطبقة. ويسجل أن القيادة العليا لـ”قسد” تتدخل شخصياً لاحتواء أي اشتباكات أو أزمات، مما يعكس إرادة حقيقية لدى الطرفين للمضي قدماً في مسار التسوية.
في تحليل أعمق لطبيعة الاندماج، يوضح طالب الفرق الجوهري بين الانضمام الشكلي والاندماج الحقيقي، مشدداً على أن الأخير يعني دمج العناصر بشكل كامل في المؤسسة العسكرية مع الخضوع للتراتبية والقيادة الموحدة، وليس مجرد الحصول على رواتب مع الاحتفاظ بالاستقلالية. ويسجل تجاوباً إيجابياً من “قسد” مع هذا المبدأ، رغم وجود تيارات متطرفة داخل التنظيم تحاول عرقلة المسار.
على صعيد الملفات العالقة، يعدد طالب النقاط الأساسية التي تم التوافق عليها، والتي تشمل عودة مؤسسات الدولة إلى شمال شرق سوريا، وتسليم الطرق الدولية والحدود والمطارات، وإدارة حقول النفط والغاز بالشراكة مع الدولة. ويسجل أهمية التدرج في تسليم المناطق، مع البدء بأرياف دير الزور والرقة.
ختاماً، يشدد طالب على أن الدستور الجديد سيكون حصيلة مشاركة جميع السوريين، مؤكداً أن الدولة ملتزمة بضمان حقوق جميع المكونات دون تمييز. ويبقى التحدي الأكبر في قدرة الأطراف المختلفة على تجاوز الخطابات المتطرفة والانخراط في المشروع الوطني الجامع، في مسار يعيد بناء سورية الموحدة القادرة على احتواء تنوعها وغنى مكوناتها.

