
في سياق التحولات الإقليمية المتسارعة، تبرز العلاقات السورية التركية كأحد الملفات الأكثر حساسية وتعقيداً في المشهد الإقليمي. وفي تحليل خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة فيرجن إف إم، يؤكد المحلل السياسي حسام طالب أن مفهوم الأمن القومي المتبادل يشكل حجر الزاوية في إعادة تعريف هذه العلاقة، مشيراً إلى أن استقرار سورية ينعكس إيجاباً على جوارها الإقليمي بما فيه تركيا.
يكشف طالب عن وجود خيارين أمام أنقرة، أحدهما عسكري كانت قد حشدت له سابقاً، لكنها آثرت التراجع احتراماً لإرادة الإدارة السورية وحرصاً على عدم تصعيد الأوضاع. ويسجل أن مفهوم الأمن القومي المتبادل يفرض على الدول الجوار مراعاة مصالح بعضها البعض، مع رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية تحت أي ذريعة.
في تحليل أوسع للتداعيات الإقليمية، يشير طالب إلى أن حل الملف الكردي في سورية سينعكس إيجاباً على الأمن القومي التركي، كما أن استقرار الجنوب السوري سيؤثر إيجاباً على الأردن وفلسطين وحتى إسرائيل. ويسجل أن هذه الملفات مترابطة ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض، مستشهداً بتجارب دولية مشابهة في مناطق أخرى من العالم.
على الصعيد الداخلي، يحلل طالب زيارة الرئيس الشرع إلى الكنيسة المريمية كخطوة نحو تعزيز الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أهمية الحوار مع جميع مكونات الشعب السوري. كما يتناول زيارة الرئيس إلى مؤتمر مستقبل الاستثمار في السعودية كإشارة على ارتباط الاستقرار السياسي بالاستثمار والتنمية.
ختاماً، يحذر طالب من استمرار الوضع الاقتصادي الصعب وما قد ينتج عنه من تداعيات أمنية، داعياً إلى رفع العقوبات الاقتصادية وتوفير فرص العمل لامتصاص الغضب المجتمعي. ويبقى التحدي الأكبر في قدرة الأطراف الإقليمية على فهم متطلبات المرحلة والانتقال من منطق الصراع إلى منطق التعاون المشترك، في مسار يخدم مصالح جميع شعوب المنطقة ويحقق الاستقرار المنشود.

