
تُعدّ اللاذقية إحدى أهمّ الوجهات السياحية في الساحل السوري، حيث تمتزج فيها روعة البحر ببهاء الجبال، لتقدّم لوحةً طبيعيةً ساحرة تجمع بين الهدوء والجمال والثراء البيئي. هذا التنوع الجغرافي الفريد جعلها مركزاً رئيسياً لتطوير السياحة الطبيعية والبيئية.
أهمية السياحة الطبيعية
تمثل السياحة الطبيعية أحد أنماط السياحة المستدامة التي تركز على التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة. فهي تتيح للزائر فرصة اكتشاف المناظر الخلابة والتنوّع البيولوجي دون الإضرار بالنظام البيئي، من خلال أنشطة واعية ومسؤولة تساهم في حماية الموارد الطبيعية وتشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في الحفاظ عليها.

وتكمن أهميتها في قدرتها على تحفيز الاقتصاد المحلي عبر خلق فرص عمل جديدة في مجالات الضيافة والإرشاد البيئي والخدمات السياحية، إضافة إلى دورها التثقيفي في تعزيز الوعي البيئي لدى الزوّار.
الخطة السياحية في ريف اللاذقية لعام 2026
في إطار التحضيرات المبكرة للموسم السياحي المقبل، نفذت مديرية السياحة في اللاذقية جولات ميدانية استطلاعية شملت عدداً من المواقع الواعدة مثل بلدة سلمى، وشلالات حزيرين، وكهف العدرا.
وتهدف هذه الجولات إلى تقييم جاهزية البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية بما يضمن تجربة سياحية مريحة للزوّار. كما تسعى المديرية إلى إدراج هذه المواقع ضمن خارطة السياحة البيئية في المحافظة، ضمن خطة استراتيجية شاملة لتعزيز استدامة القطاع السياحي وتوسيع خيارات الجذب في الريف الساحلي.

المجتمع المحلي شريك في التنمية
يُشكّل السكان المحليون عنصراً محورياً في إنجاح هذا النوع من السياحة، إذ يمكنهم تقديم تجارب فريدة للزوار عبر البيوت الريفية والمطاعم البيئية والمشروعات الصغيرة التي تبرز هوية المنطقة. كما تسهم حملات التوعية والنشاطات التطوعية في تعزيز روح المسؤولية تجاه البيئة والحفاظ على نظافة الغابات والشواطئ والمناطق الجبلية.
وجهات طبيعية مميزة
تضم اللاذقية مجموعة واسعة من المواقع الطبيعية التي تؤهلها لتكون نموذجاً متقدماً للسياحة البيئية، من أبرزها غابات الفرنلق، محمية الشوح والأرز، وادي قنديل، برج إسلام، وسد بلوران. هذه المواقع تمنح الزائر تجربة تجمع بين المغامرة والهدوء، وتؤكد ثراء المحافظة الطبيعي والثقافي.
نحو مستقبلٍ سياحي مستدام
تسير اللاذقية بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كوجهةٍ رائدة في السياحة الطبيعية في سوريا، من خلال خطط مدروسة ومشروعات مستدامة تراعي التوازن بين التنمية وحماية البيئة. ومع استمرار الجهود الرسمية والمجتمعية، يُتوقع أن تصبح المحافظة نموذجاً وطنياً للسياحة البيئية المتكاملة التي تفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد المحلي وتعزز من قيمة التراث الطبيعي السوري.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

