
في سياق التحولات الإقليمية المتسارعة، تبرز التقارير الإسرائيلية عن صفقة شاملة بين واشنطن ودمشق كمحطة جديدة في مسار إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية. وفي تحليل خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، يرى الإعلامي ومدير جريدة الوطن السورية سابقاً جانبلات شكاي أن الموقف السوري من مسألة التطبيع مع إسرائيل يخضع لاعتبارات إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث تشكل سورية جزءاً من تكتل إقليمي يضم تركيا والسعودية والدول العربية، مما يمنحها قوة تفاوضية في مواجهة أي محاولات للاستفراد بها.
يكشف شكاي عن حقيقة الموقف الإسرائيلي من الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد الهيمنة على المنطقة وقيادتها وليس العيش بسلام مع جيرانها. ويسجل أن سورية ليست وحيدة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية، بل هي جزء من جبهة إقليمية ترفض الإملاءات الإسرائيلية وتصر على صفقة شاملة تخدم مصالح شعوب المنطقة وليس مصالح إسرائيل فقط.
في تحليل موازين القوى، يشير سكاي إلى أن سورية لا تستطيع مواجهة إسرائيل بمفردها، وهي تدرك أن خوض أي مواجهة عسكرية في الظرف الراهن سيكون وبالاً عليها. ويسجل أن التوجه الإقليمي الحالي يتجه نحو إقرار السلام في المنطقة ككتلة واحدة، وليس من خلال اتفاقيات منفردة كما كانت إسرائيل تفضل دائماً.
على صعيد العلاقات الدولية، يحلل شكاي طبيعة التحالفات المتشابكة في المنطقة، مستشهداً بالعلاقات التركية التي تمكنت من إقامة تحالفات متوازنة مع كل من روسيا والولايات المتحدة. ويسجل أن سورية يمكنها أن تحذو حذو أنقرة في بناء علاقات متوازنة تخدم مصالحها الوطنية دون الخضوع الكامل لأي طرف.
ختاماً، يؤكد شكاي أن التحدي الأكبر يتمثل في قدرة سورية على الحفاظ على توازنها في خضم هذه التحالفات المتشابكة، مع التركيز على إعادة بناء علاقاتها مع جوارها على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويبقى السؤال المركزي: هل ستتمكن سورية من مقاومة الضغوط الإسرائيلية والأمريكية لإجبارها على التطبيع المنفرد، أم أن التوافق الإقليمي سيمكنها من تحقيق صفقة شاملة تحفظ مصالحها وتضمن استقرار المنطقة؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد ملامح السياسة السورية في المرحلة المقبلة.

