
في سياق التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، تبرز زيارة الوفد العسكري الروسي إلى مناطق الجنوب السوري كمؤشر على تحولات عميقة في طبيعة التواجد الدولي في سورية. وفي تحليل خاص عبر شبكة شام نيوز إنفو، يرى الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد رفعت يوسف أن هذه الزيارة تحمل دلالات بالغة الأهمية حول طبيعة التفاهمات الدولية الحالية حول الملف السوري.
يكشف يوسف عن ملاحظة هامة تتمثل في أن معظم أفراد الوفد التقني والعسكري الروسي من الشباب، مما يشير إلى أن مهامهم تركز على التنفيذ وليس اتخاذ القرار. ويسجل أن التواجد الروسي في مناطق مثل القامشلي وطرطوس، إلى جانب الوجود الأمريكي في المنطقة، يؤكد وجود تفاهمات بين موسكو وواشنطن حول توزيع الأدوار في الساحة السورية.
في تحليل أوسع للمشهد الدولي، يشير يوسف إلى أن سورية دفعت ثمناً غالياً نتيجة الصدام بين القوى الدولية على أراضيها، معتبراً أن التوافق الحالي بين هذه القوى يصب في مصلحة الشعب السوري. ويسجل أن عالم اليوم لم يعد يحتمل هيمنة قوة واحدة، بل أصبح لعبة مصالح متشابكة تفرض على الجميع البحث عن نقاط التقاء.
على صعيد الملف الداخلي، يتناول يوسف بدء المحاكمات العلنية للمتهمين بارتكاب جرائم في الساحل السوري، معتبراً إياها خطوة مهمة في سياق التعافي السوري وترسيخ أسس المصالحة الوطنية. ويسجل أن هذه المحاكمات تمثل أولى خطوات مسار طويل لتحقيق العدالة الانتقالية.
ختاماً، يؤكد يوسف أن التحدي الأكبر يتمثل في قدرة الدولة السورية على استثمار هذا التوافق الدولي لتحقيق المصالحة الوطنية والانتقال إلى مرحلة التعافي والبناء. ويبقى السؤال المركزي: هل ستتمكن سورية من تحويل زيارة الوفد الروسي والتفاهمات الدولية إلى فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار الدائم؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد ملامح المرحلة القادمة في المسيرة السورية.

