
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، شهدت مدينة اللاذقية واحدة من أبرز اللحظات الوطنية في تاريخ سوريا الجديدة، حيث خرج الأهالي إلى الساحات والشوارع للاحتفال بالتحرير وإسقاط النظام السابق. واليوم، تُحيى الذكرى الأولى لهذا الحدث المفصلي، ورغم الأمطار الغزيرة لم تتوقف الحشود عن التوافد، لتجسد صورة حية عن إرادة الشعب وتمسكه بحريته، مع التأكيد على نبذ الطائفية، في مشهد يختصر معنى النصر والوحدة.
تجمع جماهيري رغم الطقس الصعب
من تحت المطر، امتلأت ساحات اللاذقية بالمواطنين الذين حملوا الأعلام ورددوا الهتافات الوطنية. الأجواء الاحتفالية لم تتأثر بالطقس، بل زادت من رمزية المناسبة، حيث اعتبر المشاركون أن المطر يغسل آثار الماضي ويفتح صفحة جديدة من الأمل. حضور كبير من مختلف الفئات العمرية أكد أن التحرير ليس حدثاً سياسياً فحسب، بل هو عيد شعبي جامع، خاصة في ذكراه الأولى.

روح المدينة وتماسك أهلها
الاحتفالية عكست روح اللاذقية، مدينة البحر والصمود، التي لطالما كانت شاهدة على محطات تاريخية مهمة. مشاهد الفرح والابتسامات بين الناس جسدت وحدة المجتمع وتماسكه في مواجهة التحديات، لتصبح المناسبة رمزاً للتلاحم الوطني وإعادة بناء سوريا على أسس الحرية والكرامة، في عامها الأول بعد التحرير.
رعاية رسمية
برعاية محافظ اللاذقية، أقيمت فعالية تربوية وطنية بعنوان “فجر الانتصار”، تضمنت عروضاً فنية وكلمات رسمية تشيد ببطولات الشعب وتضحياته. هذه الرعاية الرسمية منحت الاحتفال طابعاً مؤسسياً، مؤكدة أن التحرير ليس مجرد ذكرى، بل محطة تأسيسية في بناء الدولة الجديدة، خاصة مع إحياء الذكرى الأولى للتحرير.

الهتافات والأغاني الوطنية التي صدحت في الساحات أضافت طابعاً عاطفياً مميزاً، حيث ردد المشاركون كلمات تعبّر عن الفخر والانتصار، لتتحول المناسبة إلى مهرجان شعبي يخلّد ذكرى التحرير ويعزز الأمل بمستقبل أفضل، في عامه الأول.
الإرادة الشعبية
عيد التحرير في اللاذقية لم يكن مجرد احتفال عابر، بل لحظة تاريخية تؤكد أن إرادة الشعوب أقوى من أي نظام. من تحت المطر، أثبت السوريون أن النصر يولد من التحدي، وأن الحرية تستحق كل التضحيات. ومع إحياء الذكرى الأولى للتحرير، تتجدد العزيمة لبناء سوريا الجديدة، سوريا الأمل والكرامة بعيداً عن أي تحريض طائفي.

عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

