العنوان يعبر ضمناً عن تطورات الأحداث في المنطقة وخاصة ما يتعلق بالشأن السوري، إذ تم أول أمس، انتخاب سورية كعضو في المجلس التنفيذي بالمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، في خطوة تعزز مكانة سورية على الصعيد الزراعي عربياً ودولياً، رغم استمرار مقاطعة بعض الدول العربية والخليجية للدولة السورية على الصعيد السياسي.
“الخطوة الزراعية” تعد أمراً هاماً بالنسبة لسورية، خاصة في ظل العقوبات القسرية التي تتعرض لها منذ بداية الحرب عام 2011، وما تبعها من حصار جائر أثر على كافة المجالات والقطاعات بفعل منع الاستيراد، لتتوجه سورية نحو دعم القطاع الزراعي واعتباره رديفاً للقطاع الاقتصادي بما يدعم المنتج المحلي وينعش الاقتصاد الوطني في مراحل لاحقة.
نهضة زراعية
مراسلنا نقل عن مصدر في “أكساد” قوله إن انتخاب سورية كعضو في المجلس التنفيذي للمركز، لا شك سيساهم في النهضة الزراعية والتنمية المستدامة على مستوى الوطن العربي عموماً وسورية خصوصاً، من منطلق أن للزراعة السورية تاريخ إنتاجي حققت فيه بالعقد الأخير من القرن الماضي “اكتفاء ذاتي” كخطوة من خطوات الأمن الغذائي التي تعد أحد أهم أهداف “أكساد”.
وأردف بأن “تجديد انتخاب الدكتور نصرالدين العبيد مديراً عام لـ أكساد، لمدة جديدة بالإجماع من وزراء الزراعة العرب المشاركين في اجتماعات الجمعية التي انعقدت مطلع الشهر الجاري في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية”، يؤكد دور الأكاديمي السوري “العبيد” في تطوير وتنفيذ برامج أكساد بنجاح تام في مختلف الدول العربية ومنها السعودية ولبنان ومصر والسودان، إضافة لسورية.
نشاطات أكساد في اللاذقية
رغم الحرب والحصار، لم تتوقف نشاطات “أكساد” في سورية خاصة في السنوات القليلة الماضية، فقد نظّم القائمون على المركز عدة فعاليات في محافظة اللاذقية بحضور شخصيات زراعية عربية من السودان ومصر ولبنان، آخرها كان وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن، وتم خلال الزيارة جولة ميدانية إلى مواقع العمل الزراعي ومشاتل إنتاج غراس الزيتون إضافة لعقد ورشة تم خلالها مناقشة أهم التطورات على الصعيد الزراعي فيما يخص عمل المركز وما قام به من مبادرات ناجحة في دول ونقلها لدول أخرى.
يضاف إلى ذلك، لقيام مسؤولين من المركز بجولة على عدة قرى بريف اللاذقية وتوزيع منح زراعية للمتضررين من كارثتي الحرائق وزلزال شباط 2023، بما يساعد في إعادة الفلاحين للعمل بأراضيهم وتحقيق اكتفاء ذاتي للأسر الريفية بشكل عام.
ولطالما قدّم مركز أكساد خبرات عدة للعمل الزراعي الأكاديمي في الجامعات السورية، وتوقيع عدة اتفاقيات معها ومنها جامعة تشرين، عبر تعاون فني وعلمي لإجراء بحوث ودراسات علمية وتطبيقات حقلية تساهم في تحقيق الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية، جميعها خطوات نحو تنمية زراعية شاملة في سورية.
الحدث البارز
بالعودة إلى انتخاب سورية في مجلس اكساد التنفيذي، فإنه حدث زراعي بارز، يعيد ويعزز مكانة دمشق عربياً على صعيد أحد أهم القطاعات التي تسعى إلى نهضتها دول الوطن العربي في ظل قلة الموارد الأساسية التي تعتمد عليها بالاستعاضة عبر الاستيراد من دول الغرب التي تعيش بعضها حالياً حروباً عسكرية ونزاعات اقتصادية، ليكون التوجه حالياً نحو الاعتماد على المنتج المحلي.
وخلال اجتماعات الجمعية العمومية للمركز التي عقدت في الرياض بالأول من أيار الجاري، بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور أيمن سوسان سفير سورية لدى المملكة العربية السعودية، ووزراء الزراعة في الدول العربية، أكد السفير سوسان أن انتخاب سورية في المجلس التنفيذي لأكساد سيشكل إضافة نوعية من شأنها تعزيز عمل أكساد، وخاصة على صعيد تعزيز التكامل العربي لتحقيق الأمن الغذائي الذي أضحى حاجة حيوية في ظل التطورات الراهنة في العالم.
كما أشار سوسان إلى استمرار دعم سورية لعمل أكساد، وخاصة باعتبارها دولة المقر بما يساعدها في النهوض بالمهام المنوطة بها.
الجدير ذكره، أن مركز اكساد – ومقره في دمشق – يساهم بالعمل على تحقيق التنمية الزراعية نحو تحقيق الأمن الغذائي في البلاد العربية وتحدي مخاطر التصحر وعوامل المناخ بشكل عام.
عبير محمود – اللاذقية – أخبار الشام