مطاحن فرع دمشق مستمرة بطاقتها الإنتاجية 2500 طن قمح يومياً ومعايير الشراء للموسم الحالي مرهونة بمقررات المؤتمر العام للحبوب
لم تستورد سورية أي محصول خلال الحرب إلا القمح في عام 2016 وفق تصريح حكومي سابق بعد أن كانت تحقق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة الاستراتيجية الهامة في منظومة الأمن الغذائي، و منذ أيام قليلة صرح رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس بأن كمية الأقماح المستوردة بلغت حوالي 674 ألف طن من القمح بقيمة وصلت إلى 3 آلاف مليار ليرة، رغم اعتماد استراتيجية وطنية لتطوير القطاع الزراعي بمسارات محددة لتحقيق الاستقرار والتوسع في البحوث والدعم وتكوين منظومة متكاملة لتأمين المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير وصولاً لمرحلة الاكتفاء الذاتي.
وقريباً يبدأ موسم استلام أقماح 2024 وسنرى نتائج تلك الاستراتيجية المعتمدة وإن كانت التوقعات على الأغلب، تشير إلى أن العام الحالي سيكون كسابقه بالنسبة لإجمالي الكميات المستلمة التي بلغت حوالي 700 ألف طن للموسم الماضي، و بطبيعة الحال يبقى التفاؤل بالأفضل سيد الموقف.
عن الاستعدادات والتجهيزات اللوجستية لاستقبال واستلام أقماح الموسم الحالي أوضح معاون مدير فرع دمشق في السورية للحبوب المهندس جويد عامر في تصريح ل” تشرين ” أن المراكز المعتمدة في الفرع أصبحت جاهزة بنسبة 99٪ والعمل جارٍ بالنسبة للتجهيزات التي أصبحت جاهزة تماماً من قبابين و مخابر وغرف سرية إضافة إلى توفر كل المستلزمات الأخرى، رغم أن المراكز بالأساس موجودة و العمل قائم فيها، وغير متوقفة وفي حال حدوث أي خلل فني بالتجهيزات، سيعالج فوراً وكل الأمور مضمونة لتيسير عملية الشراء من الفلاحين دون أي تأخير كما بيَّن.
وأضاف: بكل موسم شراء يوجد في دمشق 4 مراكز موزعة على مطحنة تشرين والكسوة والغزلانية وصومعة السبينة، فيما يوجد مركزان في محافظة السويداء و مركزان مؤقتان في القنيطرة حيث لا توجد للفرع في هذه المحافظة أماكن ثابتة، إنما يتم بالتنسيق مع المحافظة و اتحاد الفلاحين لتأمين المركزين و غالباً ما يكون في مؤسسة الأعلاف التي تؤمن المكان اللازم للقيام بعملية الشراء للأقماح.
وأشار إلى أن الاستلام في الفرع لم يبدأ حتى الآن وبشكل عام في ريف دمشق يبدأ فعلياً اعتباراً من 1/6 و من النادر جداً ما يكون هناك استلامات مبكرة فيها إنما من الممكن تواجدها في محاصيل مبكرة بالنسبة لمحافظتي حمص وحماة.
وعن الجديد في جدول المقاييس ومعايير الشراء المعتمد للموسم الحالي، لفت إلى أن الأمر مرهون بالمؤتمر العام للحبوب الذي سيعقد الأسبوع الجاري بحضور الجهات الحكومية المعنية وسيصدر عنه التعليمات التنفيذية النهائية بخصوص الموسم وبناء عليه تعمم على المراكز التعليمات والمواصفات التي ستحدد والتي يبت فيها المؤتمر فيما يخص عمليات الشراء والاستلام وعلى أساس المؤتمر وتوجيهاته يقرر الجدول ويجري العمل وفقه.
و رأى أنه في كل موسم توجد حزمة من التسهيلات تقدم للفلاحين لاستلام أكبر كمية من الأقماح مع توفر الجاهزية التامة لتفادي أي عوائق تظهر خلال عملية الشراء والموضوع أيضاً مرهون بمقررات المؤتمر والعمل على أساسها.
و عن التوقعات المبدئية للموسم الحالي قال: لا توجد أية فكرة عن المحصول إنما التفاؤل موجود بأن يكون أفضل حالاً من الموسم الماضي رغم أن المؤشرات أقرب لأن يكون كالموسم الماضي وأفضل قليلاً مع تأملنا بأن تتجاوز الكميات حدود المتوقع و يكون موسماً خيراً حيث بلغت استلامات فرع دمشق للحبوب العام الفائت بحدود 50 ألف طن تقريباً لكامل عملية الشراء.
و بالنسبة للمطاحن وكفاءتها الفنية والإنتاجية أكد عامر أن جميعها تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية إلا فيما اضطر الأمر لإجراء صيانة دورية كل فترة وأحياناً ضغط العمل والحاجة لتوفر الدقيق يومياً يفرض علينا تأجيل إجراء عملية الصيانة لأن العمل متعلق بالطلب على مادة الدقيق، مشيراً إلى وجود 9 مطاحن في فرع دمشق تعمل على مدار الساعة دون توقف و بأيام العطل والأعياد بإجمالي طاقة إنتاجية تصل ما بين 2200 إلى 2500 طن قمح يومياً واستمرار تزويد الأفران في دمشق وريفها مع التنويه بعدم حدوث أي نقص أو تقصير في عملية تزويد المخابز بالطحين للآن.
و نوه بأنه لا يوجد أي عمل في القطاعات الإنتاجية بدون صعوبات وإنما التواصل المتكامل والدائم ما بين المطاحن والفرع والدوائر و الوزارة موجود لحظياً لتلافي أي مشكلة طارئة قد تحصل لتداركها بالسرعة القصوى.
وختم بأن الخطة الاستثمارية للعام القادم سيجري العمل من خلالها لرفع سوية الطاقة الإنتاجية وتحديث خطوط الإنتاج قدر المستطاع بما يضمن تطوير العمل فنياً وإنتاجياً لاستمرار عملية تدفق مادة الدقيق لكل المخابز و بالتالي تأمين رغيف الخبز للمواطن.