في حديثه لشبكة “شام نيوز إنفو”، أكد الدكتور محمود عبد السلام على أهمية الأفعال بدلاً من الأقوال في القمم العربية. هذه النقطة التي أثيرت في المرة الأولى تعتبر جوهرية، حيث أكد الدكتور عبد السلام أن الشعوب العربية تتطلع إلى الأفعال الملموسة على أرض الواقع، وأن القمم العربية يجب أن تكون ذات وزن وتأثير حقيقي، وأن تكون قراراتها ملزمة.
من المؤشرات البارزة في القمة العربية الأخيرة كان حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. حضور غوتيريش لم يكن مجرد وجود رمزي، بل أضاف ثقلاً لهذه القمة، إذ اعتبره الدكتور عبد السلام بمثابة مصادقة على قرارات القمة. وقد كانت كلمة غوتيريش، كما وصفها الدكتور عبد السلام، أقوى وأكثر إيجابية من كلمات بعض الزعماء العرب، مما يعكس مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا الحضور.
ورغم التحديات، فإن القرارات التي صدرت عن القمة كانت لها دلالات مهمة. فقد أشار غوتيريش إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فلسطين، حيث صوتت 143 دولة لصالح فلسطين، في حين امتنعت 25 دولة عن التصويت. هذا القرار يعزز من مصداقية الاجتماعات ويعطيها زخماً.
ومن الجدير بالذكر أن القمة شهدت حضوراً من دول أفريقية ومنظمات دولية، لكن لم يكن هناك حضور غربي. هذا الأمر يعزز من فكرة أن هذه القمم يجب أن تكون مستقلة وذات مصداقية دون تدخلات خارجية، وهو ما يعكس رغبة الدول العربية في اتخاذ قرارات مستقلة بعيدة عن النفوذ الغربي.
كما تحدث ملك البحرين وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن محورين أساسيين في القمة: الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وضرورة حل القضية الفلسطينية والاعتراف الكامل بدولة فلسطين. هذه المحاور تعكس الرغبة في تحقيق تقدم ملموس في القضايا العربية الأساسية.
وأشار الدكتور عبد السلام إلى أن القرارات ستبقى حبرًا على ورق ما لم يتم تطوير آلية لتحويلها إلى واقع ملموس. وأكد على ضرورة إصلاح جامعة الدول العربية، بل وإعادة صياغة ميثاق الأمم المتحدة وهيكلتها من جديد، مشيرًا إلى فشل المنظمة الدولية في تحقيق مهامها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد كان للحضور السوري في القمة للمرة الثانية زخم خاص. فقد ركز الرئيس السوري بشار الأسد على اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء العرب، وكذلك اللقاءات بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظرائه من الدول العربية. هذا الحضور يعزز من أهمية التعاون العربي المشترك ويعطي دفعة للعلاقات الثنائية.
أما غوتيريش فأكد في كلمته على أهمية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، معتبرًا إياها العمود الفقري لوصول المساعدات الإنسانية. هذا التأكيد يأتي في وقت حساس بعد المجازر التي ارتكبت في غزة وفلسطين بشكل عام، مما يعكس تأنيب الضمير وحالة العجز أمام هذه الكوارث.
واختتم الدكتور عبد السلام حديثه بالإشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه القمم العربية والمنظمات الدولية، مشيرًا إلى ضرورة إعادة هيكلة هذه المنظمات لتكون أكثر فعالية وعدالة. هذه القمم تمثل أمل الشعوب العربية في تحقيق الأهداف المشتركة، ولكن يبقى التحدي في تحويل هذه الآمال إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع.