نزلت حادثة استشهاد الرئيس ابراهيم رئيسي كالصاعقة على ايران والمنطقة والعالم، خاصة انها جاءت في ظروف دولية معقدة وفي خضم الاشتباك الايراني مع امريكا واسرائيل في غزة .
خط الرئيس الشهيد بالتوافق مع قائد الثورة السيد علي الخامنئي استراتيجية متماسكة ودائمة على الصعيد السياسي والاقتصادي، وعلى صعيد المواجهة مع الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي، ورغم قصر المدة التي حكم فيها إيران والتي لم تتجاوز الثلاث سنوات، الا انه حقق انجازات كبيرة كان في مقدمتها دفع العلاقات مع دول الشرق وخاصة روسيا والصين ومنظمة شنغهاي وبريكس، واعادة العلاقات مع السعودية برعاية صينية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات، ودعم المقاومة ضد اسرائيل كما حقق نجاحات اقتصادية على الصعيد الداخلي، ووحد خلف مشروعه ايران كلها غربها وشرقها شمالها وجنوبها رغم الحصار والعقوبات.
بقيت ايران رغم عظمة الخسارة و جسامة الحدث متماسكة قوية، لم تهتز كما حصل لكيان الاحتلال الاسرائيلي خلال عملية طوفان الاقصى و على العكس اظهرت ايران انها دولة مؤسسات، فاعطت ما لقيصر لقيصر و ما لله لله، وراحت قيادتها الجسورة توزع المهام وتقود اللحظات الصعبة، فلم ترتبك وكانت تعمل على محورين، محور البحث عن مكان سقوط الطائرة، وقد سمحت لجميع الدول بالمشاركة في البحث، لكن في نهاية المطاف و بعد 16 ساعة من البحث وسط ظروف جوية سيئة، فشلت المسيرات التركية الليلية و نجحت طائرة مسيرة ايرانية في تحديد مكان سقوط طائرة الرئيس وسط جبال اذربيجان الشرقية الوعرة، واعلنت ايران رسميا صباح الاحد 20 ايار استشهاد الرئيس ورفاقه.
في هذه اللحظات الصعبة اطل قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي ووصف الشهيد الرئيس ابراهيم رئيسي بالشخص النبيل و المتفاني في سبيل الوطن والشعب والاسلام، وقال ان العمل في البلاد سيستمر، وبالفعل خلال اقل من اربع وعشرين ساعة كانت ايران قد اعلنت “محمد مخبر” رئيسا بالوكالة لمدة خمسين يوما، كما اعلنت “باقر كني” وزيرا للخارجية بدلا من الوزير الشهيد حسين امير عبد اللهيان، وحددت موعدا للانتخابات الرئاسية في 28 حزيران القادم .
تشييع الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي كان رسالة ايضا للعدو قبل الصديق، ومن خلال مواكب التشييع التي جابت شوارع العاصمة وملأت ساحاتها وبخاصة ساحة ازادي (الحرية )، كانت ايران تقول رسالتها وتقول كلمتها وتؤكد وحدتها وتماسكها و اخلاصها لرئيسها الذي استشهد و هو يؤدي عمله خلال مهمة لتدشين مشاريع اقتصادية في اذربيجان الشرقية.
تلاقت مشهدية الحزن في شوارع طهران، مع الموقف في الخارج حيث أعلنت معظم دول العالم تضامنها و تعاطفها، وقدمت برقيات التعازي الى القيادة الايرانية، حتى في نيويورك وقف اعضاء مجلس الامن دقيقة صمت اجلالا واحتراما للرئيس الشهيد، فيما ارسلت معظم دول العالم رسائل العزاء بينها الولايات المتحدة رغم العداء.
وكما قال الرئيس الاسد في برقية التعزية التي وجهها الى السيد الخامنئي ان سورية ستذكر دائما الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي والوزير الشهيد حسين امير عبد اللهيان.
– يحيى كوسا –