أكد الباحث والمحلل السياسي عبد الله منيني في لقاء مع شبكة شام نيوز إنفو أن حادث استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان هو حدث جلل حظي باهتمام كبير على مستوى العالم، وعلى تعاطف وتضامن واسع. وأشار منيني إلى أن طبيعة وظروف الحادث جعلت البعض يتحدث عن مؤامرة، بينما يرى آخرون أنه قضاء وقدر، وهناك من يتحدث عن عمل تخريبي مرتبط بأذربيجان. مضيفًا أن التفكير في جميع السيناريوهات مشروع، خاصة أن البيان الرسمي لم يوضح ظروف الحادث وتم تشكيل لجنة للتحقيق.
وأوضح منيني أنه في حالة غياب الرئيس، لا يحدث تغير كبير في المواقف الإيرانية، نظرًا لأن إيران تعتمد على نظام هرمي متكامل يرأسه قائد الثورة الذي يضع السياسات والاستراتيجيات، فيما يتولى الرئيس السلطة التنفيذية. وبالرغم من ذلك، فإن الاستقرار الحقيقي في النظام الإيراني يجعل من فرضية ضرب وزعزعة الاستقرار أمرًا غير محتمل. وقد سارعت المؤسسات الإيرانية إلى تحديد موعد الانتخابات، مؤكدين أن تقريرًا كاملًا وموثقًا ومفصلًا عن الحادث سيتم إعداده.
وحول ردود الأفعال الدولية، خاصة في أمريكا وأوروبا، أشار منيني إلى أن المواقف الإنسانية تعلو في مثل هذه الحالات، إلا أن النظام الغربي، بنظره، يقوم على المصلحة الفردية والقتل المتوحش وإثارة الفتن والحروب. وأكد أن غياب البعد الإنساني يظهر جليًا في سياسات الدول الغربية، حيث تدعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة وتقطع المساعدات وتقتل الأطفال في المشافي. وفي المقابل، لم يبادر الاتحاد الأوروبي بمساعدة سوريا عند وقوع الزلزال، بل أبقى العقوبات والحصار على الشعب السوري. وأكد منيني أن سوريا كانت دائمًا تهتم بالواجب الإنساني، مستشهدًا بتقديمها القمح لكوريا الديمقراطية في الثمانينات، وأن الشرق يصدر الثقافة والعلم، بينما يصدر الغرب القتل والحروب.
وأشار منيني إلى أن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي كان يتمتع باستراتيجية سياسية واقتصادية شاملة وواضحة، وأن هذه الاستراتيجية ستستمر بعد رحيله، حيث أنها جزء من الاستراتيجية العامة التي وضعها المرشد الأعلى للثورة السيد علي الخامنئي. وأساس هذه الاستراتيجية هو الحوار مع دول الجوار والتوجه شرقا ودعم المقاومة. وقد استطاعت إيران عبر هذه الاستراتيجية فتح أبواب مغلقة، كتوقيع الاتفاق مع السعودية برعاية صينية، وإقامة علاقات اقتصادية متينة مع روسيا والصين.
وأكد منيني أن الأمور تسير بشكل جيد، وسيتم نقل السلطة بكل سلاسة خلال مدة خمسين يومًا، يتولى خلالها نائب الرئيس محمد مخبر الرئاسة بالوكالة. كما أن باقر كني، الذي تولى وزارة الخارجية، مشهود له بالكفاءة.
وشدد منيني على أن دعم المقاومة هو بند أساسي في العقيدة الإيرانية السياسية والاجتماعية والدينية. وأشار إلى أن أول ما فعلته إيران بعد الحادث هو إنزال العلم الصهيوني ورفع العلم الفلسطيني بدلاً منه، بما يمثله ذلك من معاني ودلالات عميقة.