وقائع يوميات تسويق القمح وشكوك في عينات الشعير لمؤسسة الأعلاف.. وعمال العتالة يبتزّون المزارعين ويصرّون على دفع الفدية
بدأت مراكز استلام القمح في مجال محافظة حماة، كما كل المحافظات، عمليات التسويق، حيث تم تحديد ثمانية مراكز للقمح في كل من “محردة وكفر بهم وسلحب وجب رملة والسقيلبية وشطحة والسلمية وعين الباد” وثلاثة للشعير، وخاصة لمؤسسة الأعلاف في كل من “عين الباد والسلمية وسلحب”.
وفيما يتعلق بعيّنات الشعير المسوّقة، شكا بعض المزارعين لجهة أخذ العينات المخبرية من أجل احتساب الشحنة المسوّقة من الشريحة الأولى، والتي حددت وزارة الزراعة سعرها بـ٢٨٠٠ ليرة، يضاف إليها ٢٠٠٠ ليرة كمكافأة للمزارعين.
مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، أوضح أن الإنتاج المتوقع في مجال زراعة حماة بحدود ٨٥ ألف طن وقد يزيد عن ذلك، وفقاً لآخر التقديرات الحقلية من قبل خبرائنا الزراعيين. مستدركاً بأن هذه الكمية أي الـ٨٥ ألف طن، بما فيها كميات فرع إكثار بذار حماة، والذي لا يقل عادة عن الـ٢٠ ألف طن.
غير أن المظلوم في هذا الأمر هم عمال العتالة ، فليس من المعقول أن تتجاهل قضيتهم نقابة العتالة في اتحاد العمال ، فمنذ سنوات لم يطرأ أي تغيير على أجورهم، وليس من الحكمة بمكان ألا يكون أجر الواحد منهم يومياً من الساعة الثامة صباحاً وحتى الثامنة مساء لا يتعدى المئة ألف ليرة ، وفقاً للنسبة المحددة لهم، فهنا يأتي دور نقابة العتالة.
في جولة لـ”تشرين” على مركز استلام القمح في حماة سمعنا ما لم يكن بالحسبان، وخاصة بعد العديد من الاجتماعات والتصريحات من المعنيين عن سلاسة التسويقز
في هذا المجال ذكر لنا عدد من المزارعين الذين التقيناهم صباحاً، نذكر منهم أبو حسن من “الفانات” ومحمد البعيل أبو باسل ونزال عبد السلام من “الصويني” وآخرون أن أسوأ ما يعكر جو التسويق في مركز استلام المحصول بحماة هو إصرار عمال العتالة على مطالبتهم بأجور التنزيل ، فلا يقبلون على السيارة الواحدة من ٢٥ إلى ٥٠ ألفاً.
وزادوا على ذلك بأن أجور العتالة مدفوعة وليس لنا بها شأن.
وأضافوا: إنهم يدفعون تكلفة نقل باهظة جداً، وكل تأخير لجهة تفريغ الجرارات يعني زيادة التسعيرة،أي أجور النقل.
وأضاف رياض منصور على ذلك: ها هي الساعة السابعة و٤٥ دقيقة ولم يتم إدخال أي سيارة لعدم حضور رئيس المركز.
“تشرين” أصرّت أن تبقى في المركز لحين الوقت المحدد، اي الساعة الثامنة صباحاً ، فدخلنا المركز ووجدنا معاون رئيس المركز عبيد رفعت عطية الذي فنّد لنا كل تفاصيل العمل ،وبأنه البارحة كانت آخر شحنة قمح يستلمها الساعة الثامنة و٢٥ دقيقة وفقاً لمشاهدتنا جدول الدخول على القبّان.
وأضاف: إنهم لا يغادرون المركز وهناك آلية محملة بالقمح موجودة أبداً ، بعد أن زودنا بجدول استلام الكميات لليومين الأولين من عمليات التسويق.
ويستطرد عطية كلامه،ويجيب على سؤالنا : لماذا يطلب عمال العتالة ٥٠ ألفاً و ٢٥ ألفاً لقاء تفريغ كل سيارة؟ فيجيب: لقد نبهنا عليهم ألا يطلبوا أبداً، فمن يدفع من المزارعين من تلقاء نفسه مشكور ، أما أن يطلبوا منه فلا نقبل.
من جابنه، بيّن المسؤول عن الغرفة السرية لأخذ العينات سامر كردي، أنهم حريصون على إنصاف المزارعين، فهذا حقهم ، وإن كان هناك أي إشكال يحدث، فقد يكون من زحمة العمل بكل تأكيد.
وفي اطلاعنا على جدول الاستلام في يوم التسويق الأول، بلغ عدد الآليات التي أفرغت حمولتها من القمح ٤١ آلية، وفي اليوم الثاني ٧٢ آلية، لتبلغ كميات المركز من القمح خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من ٨٠٠ طن و٥٠٠ كيلو.
بالمختصر المفيد: هذا ما يجري في مركز استلام حماة، وهذا جهد ما تم التقصي عنه، وقد لا يكون هذا كل شئ ، أما في بقية المراكز، فستكون لنا وقفات أخرى، وقد نقلنا هذه الملاحظة للمحافظ الذي أكد بأنه بانتظار شكوى واحدة تسيء لعملية التسويق، كي يتخذ كل الإجراءات بحق من يخالف التعليمات.