في حديث لشبكة شام نيوز إنفو، ألقى المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة الضوء على الطابع السياسي لقرار محكمة العدل الدولية بشأن وقف إطلاق النار في رفح. وأكد دنورة أن هذا القرار يعكس تداخل الحسابات السياسية في خلفية المحكمة، مشيراً إلى أن المحكمة تأخذ في عين الاعتبار الوضع السياسي عند إصدار قراراتها، مما يجعل قرارها مسيساً بشكل واضح.
وأوضح الدكتور دنورة أن الصراع الفلسطيني لا يستهدف مجموعات دينية متطرفة بقدر ما يواجه رأس حربة للإمبريالية الليبرالية، التي تخدم مصالح العدو الصهيوني. وفي هذا السياق، استشهد دنورة بمقولة: “الكتاب فيه من نفسية القارئ أكثر من نفسية الكاتب”، مشيراً إلى أن تفسير الأحداث يعتمد على منظور القارئ وليس فقط على نوايا الكاتب. كما أضاف أن التطرف الديني ليس حكراً على مجموعة معينة، بل هو ظاهرة يمكن أن توجد في جميع الديانات، مستشهداً بمقتل المهاتما غاندي على يد متطرف هندوسي.
وناقش الدكتور دنورة كيفية استغلال موضوع المقاومة ضد إسرائيل في ترويج مفاهيم معاداة السامية. وأشار إلى وجود حركات عديدة في الولايات المتحدة ترفض الجرائم الصهيونية، مثل حركة من أجل العدالة في فلسطين، والتي تدعم حقوق الفلسطينيين وتندد بالجرائم الإسرائيلية. وأضاف أن تهمة معاداة السامية تُستخدم لتغطية الجرائم الإسرائيلية، مشبهاً ذلك بتغطية نظام العنصرية في جنوب أفريقيا سابقاً.
وأشار الدكتور دنورة إلى أن الصهيونية تمثل امتداداً لليمين الصهيوني في الولايات المتحدة، وأن إسرائيل أنشئت ككيان استعماري بعد رحيل الاستعمار التقليدي عن المنطقة. وأوضح أن إسرائيل رفضت عرض التطبيع مع السعودية واستمرت في الحرب، مما يظهر عدم جدوى قرارات محكمة العدل الدولية، التي لم تمنع إسرائيل من احتلال رفح. وأضاف أن هذه السياسات الإجرامية للصهاينة تُحمِّلهم أثماناً باهظة.
واستطرد الدكتور دنورة في الحديث عن الانقسامات السياسية داخل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الجمهوريين والديمقراطيين قد يختلفون حول العديد من القضايا، إلا أن دعمهم لإسرائيل يظل ثابتاً. ومع ذلك، أوضح دنورة أن هناك تباينات بين الجانبين، قد تؤدي إلى ضغوط سياسية على حكومة نتنياهو. وتساءل حول رغبة الولايات المتحدة في تحقيق السلام، مؤكداً أن أمريكا لا تسعى للسلام، بل تهدف إلى استنزاف دول المنطقة لتحقيق مصالحها.
وأشار الدكتور دنورة إلى أن مفكري ما بعد الصهيونية يرون أن الولايات المتحدة حريصة على حماية الكيان الصهيوني أكثر من حرص الكيان على نفسه. وأكد أن المرحلة الصهيونية تقترب من نهايتها، مشيراً إلى إفلاس المشروع الصهيوني مع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية عليه.