مزارعو الأشجار المثمرة في السويداء ينعون إنتاجهم مبكراً .. الحَمْل خيب آمالهم وكسر القواعد المعتادة
أصيب مزارعو الأشجار المثمرة في السويداء هذا الموسم بخيبة أمل إنتاجية، من جراء تراجع حمل أشجارهم، الذي لم يكن مدرجاً في حساباتهم، وخاصة أن الهطلات المطرية التي عمت أرجاء المحافظة، كانت كفيلة بإروائها بشكلٍ جيد، وبالتالي تحقيق إنتاج وفير لزارعي هذه الأشجار.
عدد من مزارعي الأشجار المثمرة ذكرو أن ما يثير الدهشة والاستغراب أن تراجع الحمل هذا الموسم لم يكن بسبب البرد أو الصقيع، كما حصل في المواسم السابقة، وإنما ناتج عن التقلبات المناخية التي حصلت خلال شهري كانون الثاني وشباط، وكان لها تأثيرها السلبي على الحمل، الذي لن يحقق للفلاح، وفق واقعه الحالي أي ريعية ربحية، أو حتى استرداد تكاليف الإنتاج المدفوعة والتي سيتم دفعها حين قطاف المحصول ” فلاحة- تسميد- رش- أجور قطاف- تقليم “، وفاقت الـ 3 ملايين ليرة للدونم الواحد وربما أكثر من ذلك بكثير، لكون نسبة انخفاض الإنتاج في مناطق إنتاج الأشجار المثمرة تراوحت ما بين 25 وحتى 50 بالمئة، ونوه المزارعون بأن الأشجار الأكثر تراجعاً في الإنتاج التي تعد موردهم الزراعي الرئيس هي التفاح، إضافة للوزيات والكرز والمشمش.
أحد المزارعين أوضح أن قلة ساعات البرودة خلال أربعنية الشتاء، أدت بالتأكيد إلى انخفاض الحمل، ولاسيما أن أشجار التفاح الأحمر تحتاج إلى 1300 ساعة برد تحت الصفر، بينما التفاح الأصفر يحتاج إلى ساعات برودة أقل، وهذه المعادلة لم تتحقق في فصل الشتاء، وما زاد الطين بلة هو قلة الأمطار الموسم الماضي المترافق بارتفاع درجات الحرارة في فترة تمايز البراعم.
بدوره، أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد ل” تشرين” أن عدم تخديم الأرض المزروعة بالأشجار المثمرة، وخاصة التفاح، لكونها الأشد تضرراً بما يلزم من فلاحة وتسميد من أصحابها، أدى إلى تراجع الإنتاج هذا الموسم.
إضافة لذلك، فللمعاومة أيضاً تأثيرها على الإنتاج، أي إن الأشجار التي حملت الموسم الماضي، من المؤكد أن يتراجع حملها في الموسم الذي يليه، والمسألة المهمة هي ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء بشكلٍ غير معتاد، وكلنا يعرف أن أشجار التفاح تحتاج إلى طقس بارد، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الرطوبة في التربة، وزيادة التبخر وانخفاض المحتوى الرطوبي، ما أثر بشكلٍ سلبي على نمو الأشجار، وقلل من قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية.