كتبت كسينيا لوغينوفا في “إزفيستيا” الروسية عن استعدادات إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل لبنان، وسط استمرار الهجمات على قطاع غزة. تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تشير إلى استعداد تل أبيب لتصعيد العمليات على الحدود اللبنانية، في ظل هجمات متكررة من حزب الله على شمال إسرائيل. يأتي هذا التحرك فيما تسعى إسرائيل لما تسميه “استعادة الأمن”.
تصاعد الحديث عن احتمال تصعيد عسكري مع لبنان بعد تقديم الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة لإنهاء الصراع في غزة. هذا التصعيد المحتمل يعكس رغبة نتنياهو في تحويل الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها قواته في قطاع غزة وعن المشاكل الداخلية، حيث تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية.
نتنياهو يواجه ضغوطا شديدة من الداخل والخارج. في الداخل، يطالب اليسار بالإفراج الفوري عن الرهائن بأي ثمن، بينما يهدد الراديكاليون اليمينيون، مثل بن غفير وسموتريتش، بانهيار الحكومة إذا أبرم نتنياهو صفقة مع حماس أو قبل بمقترحات بايدن. خارجيًا، تتزايد الضغوط من الولايات المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، والاتحاد الأوروبي، والرأي العام العالمي، بسبب الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في غزة.
الباحث أندريه أونتيكوف لا يستبعد نشوب صراع كبير بين إسرائيل وحزب الله، مشيرا إلى أن الوضع يشبه لعبة شطرنج قد يجد نتنياهو نفسه فيها مضطرا “لقلب الرقعة” واتخاذ خطوات حاسمة. هذا السيناريو يعكس استراتيجية نتنياهو في التعامل مع الضغوط المتزايدة، والتي قد تشمل تصعيدا جديدا على الجبهة اللبنانية لتحويل الأنظار عن جرائم الحرب في غزة والأنظار عن المشاكل الداخلية.
إذا قرر نتنياهو تكثيف العمليات العسكرية في لبنان، فإن ذلك سيزيد من تعقيد الوضع في المنطقة بشكل أكبر. حزب الله يعتبر من أقوى الفصائل المسلحة، وتصعيد المواجهات معه قد يؤدي إلى نزاع واسع النطاق لا يمكن التنبؤ بعواقبه على إسرائيل نفسها. هذا التصعيد قد يكون محاولة من نتنياهو للهروب من الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن جرائم الحرب في غزة.
تصريحات نتنياهو واستعدادات الجيش الإسرائيلي لتوسيع العمليات إلى لبنان تأتي في ظل استمرار جرائم الحرب ضد المدنيين في غزة. الضغوط الداخلية والخارجية تدفع نتنياهو لاتخاذ خطوات محفوفة بالمخاطر، قد تكون وسيلة لتحويل الأنظار عن الجرائم في غزة وعن المشاكل الداخلية، فبقاؤه في السلطة مرتبط باستمرار الحرب. يبقى السؤال الرئيسي هو مدى قدرة نتنياهو على التوازن بين هذه الخطوات وحفظ استقرار حكومته، مع تجنب تصعيد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في لبنان والمنطقة بشكل عموماً.