في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو، أكد الكاتب والمحلل السياسي وعضو مجلس الشعب سابقًا مهند الحاج علي أن أي عمل عسكري له هدفان: تكتيكي واستراتيجي. وتساءل عن الأهداف التي حققتها إسرائيل، مشيرًا إلى أنها لم تحقق سوى تدمير غزة. وأوضح أن الهدف الإسرائيلي يكمن في تهجير الفلسطينيين من غزة، وهو هدف لن يتحقق. وأكد أن الروس، رغم خسائرهم الكبيرة في الحرب العالمية الثانية، انتصروا في النهاية، مشيرًا إلى أن العبرة تكون بالخواتيم. كما نقل عن الرئيس بوتين قوله إن ما يحدث في غزة ليس حربًا عادية، بل إبادة جماعية، وأن الأمور لا تقاس بعدد الخسائر التي يوقعها العدو، بل بالهدف الاستراتيجي الذي تحققه المقاومة.
وأشار الحاج علي إلى أن الشارع الإسرائيلي يطالب نتنياهو بإبرام صفقة للأسرى، حيث لم يقتنع المستوطنون بأن نتنياهو حقق أي إنجاز بإطلاق سراح أربعة رهائن فقط من أصل 130 تحتجزهم المقاومة. وأكد أن محاولات حكومة نتنياهو تسويق العملية التي قامت بها في النصيرات على أنها إنجاز باءت بالفشل، لأن المستوطنين لم يقتنعوا بأن حكومتهم قامت بعمل عظيم. وما حدث هو محاولة لتسويق رؤية نتنياهو واليمين المتطرف بأنه يمكن تحرير الأسرى بارتكاب المزيد من المجازر.
وأوضح الحاج علي كيف تمكنت القوات الإسرائيلية من الوصول إلى الأسرى الأربعة في شارع السوق بمخيم النصيرات، حيث تنكرت بالزي الفلسطيني ودخلت بعد عمليات رصد ومتابعة قدمها الجانب الأمريكي والبريطاني. وعندما وصلت إلى مكان الأسرى، اشتبكت مع المقاومة، مما أدى إلى مقتل قائد قوة “اليمام” المكلف بالعملية وثلاثة أسرى بينهم أمريكي. ووصف الحاج علي العملية بالفاشلة، مشيرًا إلى أن أخلاقيات المقاومة تمنعها من قتل الأسرى.
وأضاف أن الأوامر وفق بروتوكول “هانبعل” الإسرائيلي تقضي بالقتل الجماعي دون رحمة في حال تعرض القوة لمحاولة أسر، وهذا ما حصل في النصيرات عندما تعطلت السيارة فقامت القوة الإسرائيلية بفتح النار على الجميع في المخيم. وأكد أن جريمة الاحتلال في النصيرات غير مسبوقة بسبب عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا في سوق شعبي باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك الدبابات والحوامات.
وأشار الحاج علي إلى المفارقة في اعتبار نتنياهو أنه حقق إنجازًا بتحرير أربعة أسرى من بين 130 أسيرًا، متسائلًا كيف يكون ما حصل إنجازًا وقد قُتل قائد مجموعة “اليمام” خلال العملية؟ وحول دور الرصيف العائم، أكد الحاج علي أن أمريكا ساهمت في المجزرة المروعة في النصيرات، حيث كانت الحوامات الأمريكية تنتظر عند الرصيف العائم الذي حولته الولايات المتحدة إلى ثكنة عسكرية لحماية القوات الإسرائيلية التي شاركت في المجزرة.
وأشار الحاج علي إلى أن الاحتلال لم يحقق من هذه العملية سوى تحرير أربعة أسرى، ولم يرفع معنويات جنوده. وأوضح أن بيان المقاومة الذي ألقاه أبو عبيدة أكد قدرة المقاومة على زيادة عدد الأسرى، مما يشير إلى تهديد بأن المقاومة ستقوم بأسر جنود إسرائيليين في غزة.
واختتم الحاج علي بتوقعه أن تشهد الأيام القادمة عمليات أسر جديدة ستصيب الإسرائيليين بالجنون، مما يعكس تصاعد التوترات واستمرار الصراع بين الجانبين.