تشهد مناطق سورية ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة لمثل هذا الوقت من العام، وخاصة بأن أول ايام الصيف فلكيا لا تبدأ قبل ٢١ حزيران الجاري (موعد الانقلاب الصيفي).
شبكة أخبار الشام استطلعت أراء بعض سكان محافظة طرطوس حول انعكاس الحالة الجوية السائدة على حياتهم اليومية، حيث قالت السيدة ام وسام من ريف طرطوس بأن ما يجعل ارتفاع الحرارة أكثر سوءاً هو الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي والذي يبلغ نصف ساعة وصل مقابل ٥ ساعات قطع وفي احسن الاحوال ساعة وصل وهذا ما يجعل الأمر جنونياً، لافتةً إلى استحالة حفظ المؤونة وتخزينها أو تبريدها في الثلاجات كما اعتادوا طوال حياتهم.
نقص المياه هو معاناة أخرى تحدث عنها الشاب الثلاثيني احمد من قرية “بيت أحمد ونوس” قائلا بأن الحاجة لاستخدام المياه ترتفع أكثر مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وبالحد الأدنى يحتاج كل شخص للحمام مرتين يومياً، ومع النقص الشديد في الفيول يعاني سكان قريته من تقنين المياه (يومين قطع مقابل يوم وصل) وبالتالي يحتاج احيانا لتعبئة خزانه بسعة 5 براميل من الصهاريج الخاصة الى 50 الف ليرة.
ومن القرى المحيطة بمدينة صافيتا، يقول الستيني أبو علي خلال حديثه لـ “أخبار الشام” بأن شهر حزيران عادةً ما يكون لطيفا نوعا ما أما الشهر الحالي فهو غير مألوف سابقاً ولا يخلو من ضربات الشمس والتهابات الامعاء نتيجة الحر والتعرق.
في هذا السياق صرح الباحث و الجيولوجي بالأرصاد الجوية والمختص بالاستشعار عن بعد والرصد بالأقمار الصناعية الاستاذ محمد منصور لشبكة “اخبار الشام” بأن الأجواء التي تشهدها سوريا هذا الصيف تعتبر خفيفة مقارنة بمايحدث في الدول المحيطة بسورية ودول العالم الأخرى، لأن هذا الشذوذ الحراري شمل كل الكرة الارضية بفعل احترار مياه المحيط الهادي متأثرا بظاهرة النينو وقد مرت سورية بأجواء مشابهة في عام 2000 ولكن لمدة زمنية قصيرة، ويتعرض هذا الشهر لأطول موجة حرارة باكرة نشهدها الآن وهي مستمرة لكنها متقطعة، موضحا بالقول: نحن في فصل الصيف ومن الطبيعي جداً أن ترتفع درجات الحرارة فوق ال٤٠ لكن ليس من الطبيعي ان نتعرض لهكذا اجواء حارة طويلة في مثل هذا الوقت من العام
والمناطق الشرقية من سورية حاليا ستصل فيها الحرارة لل٥٠ تقريبا لانها ذات مناخ صحراوي
وحول جميع مايشاع عن إن درجات الحرارة ستقارب ال 50 في شهر آب اوصح منصور بأنها مجرد تهويل لأن شهر آب معروف بحرارته العالية
وفيما يخص نقص المياه اشار الجيولوجي إلى أن مصادر المياه المتوافرة في سورية بشكل عام كافية للتعداد السكاني، وخاصة إن سورية غنية بمصادر المياه الجوفية ولكن عدم انتظام توزع السكان مقارنة بالمناطق ذات الوفرة بالمياه أدى الى ضغط على الموارد المائية، إضافةً إلى أن الارتفاع الكبير في الحرارة من الطبيعي أن يزيد معدلات التبخر و الاستهلاك للمياه بشكل كبير والمعاناة من نقص المياه خلال هذه الأوقات هو نتيجة نقص الفيول على الآبار ومحطات ضخ المياه، منوهاً إلى إن الحل بسيط هو وضع ألواح طاقة شمسية عند تلك المحطات.
وعن حالة الطقس طوال أيام العيد قال خبير الأرصاد الجوية إن يومي الأحد والأثنين يشهدان انخفاض في درجات الحرارة بمقدار ٤ الى ٥ درجات ويكون ملموساً أكثر في ساعات الصباح الباكر في المناطق الوسطى ، إضافة إلى حدوث نشاط في سرعة الرياح يعدل من ارتفاع الحرارة، مبيناً أن الأجواء، اللطيفة لن تدوم طويلاً لتعود درجات الحرارة للارتفاع تدريجيا يوم الثلاثاء، يليها ارتفاع جنوني يومي الأربعاء والخميس ، اما المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية ستبقى بحرارة مرتفعة طيلة ايام العيد.
منصور أضاف في حديثه بالقول: الحرارة في كل مناطق سورية باستثناء الساحل ستتجاوز ال٤٣ درجة، بينما في المناطق الشرقية ستقارب درجات الحرارة ال 50، ومن الخطر التعرض للاشعاع الشمسي المباشر في ساعات الذروة بين الساعة ١١ صباحا والساعة ٤ عصرا، علما أن هذه الحالة الجوية ستنتهي يوم الجمعة القادم.
وبخصوص المحاصيل الزراعية أكد منصور على إن الارتفاع الشاذ في درجات الحرارة انعكس سلبا على جميع المحاصيل الزراعية، حيث بدأت تظهر عليها علائم اصفرار على اوراق بعض انواع الشجر كالجوز و الزيتون وتأثرت عناقيد العنب وثمار التين بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة وكذلك الخوف من الحرائق التي تعد العدو الأكبر لجميع المزارعين
ووفقاً لمديرية الزراعة باللاذقية _ دائرة الحراج بلغ عدد الحرائق لغاية الاسبوع الأول من حزيران 5 حرائق حراجية و 101 حريق زراعي، حيث تعمل فرق التوعية في الارشاد الزراعي على توزيع بوسترات توعوية توضح خطر رمي أعقاب السجائر أثناء موسم الحصاد، ونصائح وإرشادات عامة متعلقة بالحرائق الموسمية التي يزيد خطرها خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ، بالإضافة لإعداد ونشر المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة، التي تشرح