أكد المحلل السياسي والخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود في حوار مع شبكة “شام نيوز إنفو” أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست طرفا محايدا في المعركة الدائرة في قطاع غزة، بل ترتبط بعلاقة عضوية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح مقصود أن إسرائيل تعد قاعدة متقدمة للاستعمار الأمريكي في المنطقة، وأن مهمتها الأساسية هي ضرب حركات التحرر في المنطقة.
وأشار العميد مقصود إلى أن الولايات المتحدة، منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، تعتبر إسرائيل قاعدة متقدمة للاستعمار، وتتمثل مهمتها الأساسية في مواجهة حركات التحرر في المنطقة. وفيما يتعلق بالتوجس الأمريكي من تداعيات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وعجز الولايات المتحدة عن دفع إسرائيل لوقف الحرب، أكد مقصود أن واشنطن ليست عاجزة، لكنها تفتقر إلى الإرادة. وأوضح أن هزيمة كيان الاحتلال تعني هزيمة لأمريكا والدول الغربية الداعمة لإسرائيل.
استند مقصود في حديثه إلى توقعات البروفسور أوليفن توفلر في عام 1987، عندما توقع انهيار الاتحاد السوفييتي بعد سنوات، وهو ما تحقق بالفعل. كما ذكر توفلر أن أمريكا ستتفتت وأن الصهيونية العالمية ستنهار معها بعد 35 عامًا، وهي قراءة واقعية بحسب مقصود. وأضاف أن العالم اليوم يمر بمرحلة “ما بعد الصناعية” بعد أن عاش مئات السنين في زمن الزراعة، ثم العصر الصناعي، وصولا إلى عصر السلع الذكية كما يسميها مستشار الرئيس الفرنسي ميتران، جاك أتالي.
وأكد مقصود أن الانتقال إلى السلع الذكية والتكنولوجية سيؤدي إلى تصاعد الصراع الإثني، بالإضافة إلى طموح الولايات الغنية للاستقلال. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتأجيل انهيارها، وقد اعترضت على قرارات مجلس الأمن وقرار محكمة العدل الدولية لأنها شريك حقيقي في هذا الصراع.
وأشار العميد مقصود إلى أن الولايات المتحدة تحاول إخفاء وجهها الحقيقي عبر القيام بدور الوساطة وتحركات مستمرة، لكنها تخسر على مستوى الحلفاء في جميع أنحاء العالم. وأوضح أن ما يحدث في إفريقيا من طرد وكنس للاستعمار الفرنسي والأمريكي يعد دليلاً على خسارة أمريكا ونفوذها، حيث تعيش القارة الأفريقية يقظة وثورة ضد الاستعمار. وأشار إلى أن هذا التحول يؤثر أيضا على أوروبا التي تعاني من التبعية للولايات المتحدة وتعيش حالة من الانهيار، واصفًا إياها بـ”القارة العجوز” كما سماها وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رامسفيلد. وأكد أن أوروبا تشهد ولادة جديدة تبدأ من هنغاريا وصولا إلى اليونان.
بهذه الرؤية، يوضح العميد علي مقصود أن الولايات المتحدة، رغم محاولاتها إظهار الحياد، تعد فاعلا أساسيا في دعم إسرائيل، مما يجعلها شريكا مباشرا في الصراع الجاري ويؤثر على مصداقيتها ودورها على الساحة الدولية.