بعد أن أعلنت الحكومة السورية عن “إعادة هيكلة الدعم باتجاه الدعم النقدي المدروس والتدريجي”، خرجت تساؤلات من المواطنين حول آلية الدعم الجديدة، وما إذا كانت إيجابية بالنسبة لذوي الدخل المحدود بشكل خاص.
وطالبَ عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة، بتوضيح الآلية الجديدة التي فتحت باب التكهنات حول مصير المواد المدعومة بالنسبة لهذه الشريحة (الدخل المحدود) التي تعاني أعباء مادية كبيرة جراء الغلاء بالأسواق.
محللون واقتصاديون وصناعيون، خرجوا بتصريحات وتحليلات حول قرار تحويل الدعم، ومنهم الصناعي عاطف طيفور، الذي تواصلت معه “شبكة أخبار الشام” لاستيضاح رأيه حول الآلية الجديدة للدعم، معتبراً أنها قرار إيجابي نحو العدالة الاجتماعية.
وبيّن طيفور أن إعادة هيكلة الدعم من المدخلات إلى المخرجات هو البديل الصحي والحل السحري للعدالة الاجتماعية وضبط نسبة الهدر وتجاوزات الفساد والسوق السوداء.
حول ما إذا كان القرار سيقضي على السوق السوداء، قال طيفور: لا يمكن القضاء على السوق السوداء طالما لا نمتلك استقرار بالتوريدات والمخصصات غير كافية للمواطن، ولا يمكن القضاء على الفساد بالتوزيع طالما لدينا أزمة اقتصادية ورواتب منخفضة، محذراً من أن الأخطر هو نسبة الهدر لأسباب إدارية وفنية والتي يمكن أن تستشفي بشكل تلقائي.
وأردف طيفور بالقول: عندما ينتهي نظام المخصصات والمواد المدعومة ستختفي السوق السوداء بشكل تلقائي وحالات الفساد.
ورأى الصناعي السوري أن هذه الآلية ليست محصورة بتحويل الدعم من مادة إلى نقد وإنما أعمق وبدايتها دعم منظومة الدفع الالكتروني مروراً بالتحول الرقمي الشامل ونهايتها تحويل الدعم بكافة القطاعات إلى دعم المخرجات.
وأول أمس، وكان قد طلب مجلس الوزراء من المواطنين حاملي بطاقات الدعم الإلكترونية (البطاقة الذكية) ممن لا يملكون حسابات مصرفية، المبادرة إلى فتح حسابات مصرفية باسم حامل البطاقة خلال مدة ثلاثة أشهر، تمهيداً لتحويل مبالغ الدعم إلى هذه الحسابات، تماشياً مع توجهات إعادة هيكلة الدعم باتجاه الدعم النقدي المدروس والتدريجي.
يشار إلى أن الدعم لحاملي البطاقة الذكية في سورية، يتم عبر تحديد الحكومة عدد من السلع كالخبز والمحروقات والرز والسكر، بأسعار مخفضة عن السوق، ما يجعلها “مدعومة” للمستحقين ويستفيدون منها بشكل يومي بالنسبة للخبز ودوري بالنسبة للمواد الأخرى.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info