بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، بدأت أمس فعاليات ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية الذي أقامه المركز الوطني للخلايا الجذعية (حياة) في فندق الشيراتون بدمشق
وذلك بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الطبي المشترك، وطرح آخر التطورات في علم الخلايا الجذعية. على مدى يومين في الملتقى ناقشت خبرات محلية من المركز الوطني للخلايا الجذعية (حياة)،عدداً من الأبحاث العلمية، إضافة إلى جلسات لعرض حالات سريرية، وعرض التحديات والفرص المرتبطة بعلاج الخلايا الجذعية لدى الأطفال والبالغين المصابين بأمراض مختلفة.
توجهت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة في كلمة لها خلال افتتاح الملتقى، برسالة للسيدة الأولى أسماء الأسد جاء فيها: “الوطن هو الأسمى عندك، وأبناؤه جديرون بكل دعم، لقد كانت خطاك واثقة دوما، وفعلت أقصى ما يمكن، متحدية المرض والحاجة، وحملت أمانة الأيام الصعبة، والابتسامة تشرق على وجهك، والمرض يتراجع بإيمان راسخ وبعزم أكيد وشجاعة نادرة بأن الشفاء وعد صادق، وأنك ستظلين أمثولة الأمل بالنجاح والتغلب على المرض، مضيفةً “ثقتنا بحجم أملنا بأن الله سيكتب الشفاء العاجل والكامل لسيدة عظيمة، نذرت حياتها للعمل الإنساني من أجل حماية الطفولة ومساعدة المواطنين المحتاجين للإسعاف، في تهيئة كل أسباب العون لهم في صروح علمية رائعة ومتقدمة تمنحهم الشفاء وتعيد لهم الأمل في حياة سليمة كريمة”.
لوضع خطة وطنية إستراتيجية للتحكم بالسرطان، بيّنت الدكتورة العظمة أن اللجنة شكلت بتوجيه من السيدة الأولى أسماء الأسد وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية، وخلال السنوات الخمس الماضية قدمت اللجنة عدة إنجازات، منها تأهيل الكوادر البشرية للعمل في مجال التحكم بالسرطان، وافتتاح اختصاصات جامعية جديدة لتأهيل الكوادر الطبية لتكون قادرة على تطبيق استخدام التقنيات الحديثة في مجال السرطان، وتأهيل البنى التحتية لمراكز الأورام وتزويدها بأحدث التجهيزات الطبية التشخيصية والعلاجية، وتحديث البروتوكولات العلاجية للسرطان لتوحيد مقاربة مريض السرطان في جميع المراكز.
وأشارت الدكتورة العظمة إلى وجود متابعة مستمرة بموضوع سرطان الأطفال من قبل السيدة الأولى أسماء الأسد التي تولي اهتماماً خاصاً بهم، وترعاهم بشكل كبير، وكان من الإنجازات في هذا المجال افتتاح وحدة بسمة لأطفال مرض السرطان في مشفى البيروني الجامعي، وافتتاح المركز الوطني للخلايا الجذعية حياة الذي يعالج حالات السرطان التي تتطلب زراعة الخلايا ويعالج الأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية وأمراض عوز المناعة.
اعتبر الدكتور بسام ابراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الملتقى يعتبر من أهم النشاطات العلمية التي تهدف إلى تعزيز وتشجيع البحث العلمي وتبادل الخبرات والتجارب، وتطوير المجال الطبي والرعاية الصحية، وذلك من خلال تقديم الأوراق البحثية في هذا المجال، وتسليط الضوء على آخر تطورات زراعة الخلايا الجذعية، منوهاً إلى أن الوزارة تحرص على تطوير ودعم العمل في مشفى الأطفال الجامعي وكل المشافي التعليمية الجامعية، وخاصة مركز حياة النوعي المتميز، وتأهيل الكوادر الطبية.
الملتقى مزج بين الخبرة الواسعة والطويلة في مجال الخلايا الجذعية والباحثين الشباب عبر جلسة عمل موسعة، حيث أوضح مدير المركز الوطني للخلايا الجذعية الدكتور ماجد خضر، بأن المركز أُسس منذ 3 سنوات رغم الحرب الإرهابية التي عانت منها سورية، وما خلفته من دمار وآثار سلبية وكان له دور كبير في إنقاذ حياة المرضى، وإجراء العمليات بشكل مجاني بالكامل، رغم صعوبات تأمين مستلزمات العمل، موضحاً أنه يمكن للأشخاص الراغبين بالتبرع لدعم المركز أن يقوموا بذلك عن طريق اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان.
وفقاً للدكتور خضر تم اتخاذ قرار في مشفى الأطفال برفع سن القبول للأطفال المرضى بالسرطان إلى عمر الـ 18 عاماً بعد أن كان يستقبل الأطفال من عمر شهر إلى 14 عاماً، لافتاً إلى أنه تم إجراء 40 عملية زرع خلايا جذعية بنوعيه الذاتي والغيري لمرضى نحو 60 بالمئة منهم يعانون من السرطان، ومن تبقى يعاني من التلاسيميا وفقر الدم منذ افتتاح المركز حتى الآن، وكانت النتائج توازي نتائج الزرع العالمية.
الدكتورة دلال دوبا مديرة مخابر مشفى تشرين العسكري ، أشارت إلى دور المشفى في إنشاء مركز حياة من خلال تقديم تجربة وخبرة كوادره في زرع الخلايا الجذعية منذ عام 2009، وتحضير المريض ومراقبة الزرع والمراقبة عند الانتهاء من الزرع ومعايرة الأدوية.
تعتبر الرابطة ذراعاً تنفيذياً للجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، وفقاً لما أشارت له رئيسة الرابطة السورية لأطباء الأورام الدكتورة مها مناشي، حيث تطبق كل السياسات التي تهدف إلى الوصول لأعلى نسبة من الشفاء، وفق بروتوكولات علاجية للأورام الصلبة والسائلة بأحدث الأجهزة بدعم كبير من السيدة الأولى أسماء الأسد، الأمر الذي يسهل عمليات زرع الخلايا الجذعية لمرضى السرطان، مشيرة إلى الأمل الكبير الذي يمكن أن تعطيه عمليات زراعة الخلايا الجذعية للمرضى.
الشراكة والتعاون بين جمعية بسمة ومركز حياة عن طريق تحويل الأطفال الذين تتطلب حالتهم العلاج بالخلايا الجذعية لتحسين نسبة شفائهم في بعض الحالات، وفي حالات أخرى يعتبر العلاج الوحيد المتاح للوصول للشفاء وفقاً لما أشار له الدكتور خالد غانم المدير الطبي لجمعية بسمة لسرطان الأطفال ،
مبيناً أن الجمعية تدعم المركز من ناحية الأدوية غير المتوافرة والأجهزة والكيتات المخبرية.
من جانبه أوضح الدكتور أمجد اسمندر اختصاصي زراعة النقي في مشفى تشرين العسكري أن الملتقى يركز على نتائج العمليات التي تم إجراؤها في مركز حياة، والخبرات التي نتجت عن هذا العمل، إضافة لعرض المستجدات والأدوية المستخدمة لعلاج المرضى الأطفال والبالغين، لافتاً إلى أن زراعة النقي هي رحلة طويلة من العلاج، ومدة الاستشفاء داخل المشفى من شهر إلى 40 يوماً فيما يخص الزرع الغيري، أما الزرع الذاتي فتتراوح من 20 يوماً إلى شهر ضمن ظروف العقامة الكاملة.
كما بينت الدكتورة رجاء منى استشارية أمراض الدم وزرع النقي في مشفى تشرين العسكري ، أنه خلال عام 2007 تم تأسيس مركز زراعة النقي في المشفى، ويتم من خلاله مواكبة التطورات العلمية التي طرأت على عمليات زرع النقي الذاتي والغيري بشكل مستمر، مشيرة إلى التعاون مع مشفى الأطفال الجامعي لتبادل الخبرات في هذا المجال.
حضر الملتقى وزيرا الصحة الدكتور حسن الغباش والإدارة المحلية والبيئة المهندسة لمياء شكور، ورئيس جامعة دمشق محمد أسامة الجبان، وعدد من مديري المشافي، ورئيس هيئة الطاقة الذرية، وعدد من مديري المؤسسات الإعلامية.
رولا أحمد _دمشق _أخبار الشام
Sham-news.info