أكد أحمد رفعت يوسف، مدير الأخبار في إذاعة دمشق، في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أن كل المعارك التي سبقت طوفان الأقصى كانت معارك موضعية، سواء في المنطقة أو في أماكن أخرى، وصولا إلى طوفان الأقصى الذي كان محطة مفصلية في الصراع الإقليمي والعالمي. يعد طوفان الأقصى حصيلة وليس معركة، وهو الجولة الأخيرة التي سيتحدد عليها الفائز والخاسر في هذا الصراع. ما يجري في طوفان الأقصى له امتدادات إقليمية ودولية من بحر الصين إلى أوكرانيا، ومشروع القطب الأحادي الذي قادته أمريكا وصل إلى نهايته. الفشل الأمريكي في سوريا كان بداية انهيار هذه المنظومة، والعالم ينتقل الآن إلى نظام متعدد الأقطاب.
هذا التحول يعتبر أكبر زلزال سياسي في تاريخ البشرية، حيث يتم نقل قيادة العالم والثقل الاقتصادي والسياسي من أمريكا إلى الصين، ومن ضفتي الأطلسي إلى الكتلة الأوراسية المشرقية. هذا الواقع سيؤدي إلى سقوط إمبراطوريات وكيانات، وصعود أخرى جديدة، مما يعكس عمق الصراع الذي يمتد من غزة إلى بحر الصين وأوكرانيا. وتساءل يوسف عن توقعات فتح العراق واليمن لجبهات جديدة، لتصبح اليمن وكأنها دولة عظمى.
حول استمرار إسرائيل في الحرب رغم الخسائر، أشار يوسف إلى أن كل الحديث عن اتفاقات ومفاوضات لا أهمية له، فوقف الحرب يعني أن يعترف نتنياهو بالخسارة، وهذا لن يحدث. إسرائيل تأمل في تحقيق شيء غير متوقع، وتوهم نفسها بإمكانية أسر قادة المقاومة في غزة. نتنياهو لا يوافق على وقف الحرب لأنه في كل حرب هناك خاسر ورابح، ولا نتنياهو ولا بايدن سيعترفان بالخسارة، لذا المعركة مستمرة.
أحمد يوسف أكد أن الصراع سيستمر إلا في حال حدوث تطور غير متوقع، ربما تحقق المقاومة اختراقا معينا، أو عند لحظة اعتراف أمريكا بالوقائع الجديدة وأنها لم تعد القطب الوحيد المهيمن في العالم. قبول أمريكا بالجلوس مع الروس والصينيين لإنتاج يالطا جديدة سيكون له تداعيات كبيرة، مثل سقوط القسطنطينية أو الأندلس، ولكن بشكل أكبر.
وحول تقدم اليمين في فرنسا، أكد يوسف أن ما يجري هو صراع قوى، ولا يمكن فصل ملف عن آخر. أوروبا لم تعد دولا مستقلة بل أصبحت تابعة لأمريكا. كانت تعيش في بحبوحة بدون أعداء وجوديين مثل الصين وروسيا حاليا. اليوم، الاقتصاد الصيني أصبح منافسا قويا لأمريكا، والجيش الروسي أيضا، ومحور المقاومة هو نقيض المشروع الصهيوني. بدأت تتضح ملامح الصراع، والأوروبيون استفاقوا على واقع جديد يفقدون فيه مكاسب بنوها على مدى عشرات السنين منذ عهد الاستعمار. الفقر بدأ يدخل إلى أوروبا، وبدأت الأحزاب اليمينية التي تريد التحرر من الهيمنة الأمريكية تكتسح الشارع الأوروبي. بناء على هذا الأمر، سيحدث الكثير في المستقبل القريب.