أكد المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري خالد العبود في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قد فُسرت بشكل خاطئ. وعبّر عن اعتقاده بأن هذه العملية طويلة الأمد تهدف إلى مشاغلة الغرب، حيث استخدم الرئيس بوتين أوكرانيا لمشاغلة أوروبا لكنه لم يتخل عن أنشطته العالمية. وأشار العبود إلى أن بوتين استغل الحرب في أوكرانيا لخلق فرص جديدة، وزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى سوريا خلال هذه الفترة هي دليل على الترابط بين المعركتين. واعتبر أن الغرب كان يعتقد أن تضييق الخناق على روسيا في أوكرانيا سيؤدي إلى انكفاء روسيا، لكن بوتين نجح في تحويل الأزمة إلى فرصة لتعزيز وجوده في مناطق أخرى من العالم، مثل إفريقيا وكوريا الشمالية، مما يشير إلى استراتيجية روسية شاملة تهدف إلى الحفاظ على تأثيرها العالمي.
وأضاف العبود أن التحركات الروسية في أوكرانيا وسوريا تأتي في إطار استراتيجية مشاغلة الغرب وتحقيق مكاسب جيوسياسية. ولفت إلى أن الغرب كان يعتقد أن بإمكانه سحب التأثيرات الجيوسياسية الكبرى التي بدأت في سوريا إلى أوكرانيا، لكن بوتين استغل تلك التأثيرات بذكاء. وأكد على ضرورة الانتباه إلى أن الوجود الروسي في سوريا يشابه الوجود الأمريكي في أوكرانيا من حيث طريقة التدخل والأهداف الاستراتيجية. وذكر أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل الاشتباك في سوريا بالطريقة التي تريدها إلا إذا خرجت جميع القوات الأجنبية، وهو ما لم تستطع تحقيقه، مما دفعها إلى الاشتباك مع روسيا في أوكرانيا لتحقيق توازن استراتيجي يمكنها من التفاوض على خارطة وجود في كلا البلدين.
وفيما يتعلق بتصريحات السفير الأمريكي السابق في سوريا، جيفري فيلتمان، أوضح العبود أن فيلتمان أقر بعدم تمكن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها في سوريا، وأكد على وجود ربط بين ما يحدث في أوكرانيا وسوريا بسبب الجغرافيا السياسية. وأشار إلى أن استقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه دون استقرار سوريا. وأوضح أن الإدارة الأمريكية طلبت من فيلتمان التواصل مع السوريين والروس لتحقيق خروج كل القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك القوات الإسرائيلية، مقابل الحفاظ على قاعدة روسية. ولكن السوريين رفضوا المساواة بين القوات الحليفة (مثل حزب الله وإيران) والقوات المحتلة (مثل الأمريكية والتركية).
أضاف العبود أن الولايات المتحدة تحاول خلق ثقب في الخاصرة الروسية من خلال أوكرانيا بهدف إعادة القوات الروسية من البحر الأبيض المتوسط. وأكد أن الدور الأوروبي، باستثناء هنغاريا، يسعى للوصول إلى تسوية مع روسيا تنطوي على انسحاب مشترك من أوكرانيا وسوريا، لكنها تواجه صعوبات في تحقيق ذلك دون دعم أمريكي قوي.
في الختام، يقدم تحليل خالد العبود رؤية متكاملة حول كيفية تداخل الصراعات في سوريا وأوكرانيا ضمن استراتيجية أوسع تتبعها روسيا والولايات المتحدة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية. ويرى العبود أن فهم هذه الاستراتيجية الشاملة ضروري لفهم التحركات الروسية والأمريكية في المنطقة، مشيراً إلى أن المواجهة في أوكرانيا ليست سوى جزء من لعبة شطرنج جيوسياسية أكبر تشمل مناطق أخرى مثل سوريا وكوريا الشمالية.