أكد المحلل السياسي خالد العبود في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم أن الأطراف الخاسرة جراء المعركة في سوريا هما قطر وتركيا، مشيرًا إلى أن قطر كانت داعمة للإخوان المسلمين، في حين أن النظام التركي هو نظام إخواني. وأوضح العبود أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس لديه مشروع استراتيجي بل يملك مشروع سلطة، يسعى من خلاله إلى استثمار السلطة بأي طريقة ممكنة، مستغلًا التاريخ العثماني والدفاع عن الإخوان المسلمين. وفقًا للعبود، صعد أردوغان في العربة الأمريكية ليس لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الأمريكي بل لتحقيق أهدافه الخاصة.
العبود يرى أن أردوغان بحاجة إلى سوريا مستقرة لتحقيق الاستقرار في تركيا، وكان يظن أن الفوضى في سوريا ستستمر لفترة قصيرة ثم يعود الاستقرار، وهو ما يفسر لماذا ناور الرئيس بشار الأسد مع أردوغان وتجاهله في العديد من المواقف. أكد العبود أن أردوغان كان يطالب بالانتخابات والدستور السوري علنًا، ولكنه تحت الطاولة كان يسعى لصفقة كبرى تتضمن خروج إيران وحزب الله والولايات المتحدة من سوريا، مقابل توقف تركيا عن دعم التنظيمات الإرهابية. لكن القيادة السورية رفضت هذا الطرح بشكل قاطع.
في سياق آخر، تطرق العبود إلى المتغيرات في غزة، حيث هُزمت الولايات المتحدة سياسيًا. وأوضح أن هذا الهزيمة أدت إلى تفكك كتلة المقايضة الكبرى، حيث بدأت الولايات المتحدة تفاوض سوريا والعراق من تحت الطاولة على الانسحاب من قواعدها الأساسية. وأشار العبود إلى أن الحكومة العراقية لعبت دورًا هامًا في إقناع الفصائل بالصبر وإعطاء الولايات المتحدة وقتًا للخروج.
تحدث العبود أيضًا عن تأثير الانسحاب الأمريكي على تركيا، حيث أدارت أنقرة صفقاتها بشكل منفرد وقررت التواصل مع سوريا لإعادة فتح خط التجارة بين تركيا والخليج عبر سوريا. أكد العبود أن تركيا ستتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية وستخرج من الأراضي السورية، لكن الأمر يحتاج إلى وقت. وأوضح أن لقاء بين الرئيس الأسد وأردوغان سيحدث لا محالة، لكن توقيته غير معلوم.
وعن موقف المعارضة التركية من الانفتاح بين دمشق وأنقرة، أكد العبود أن المعارضة التركية تدرك وجود الإرهاب وتختلف مع أردوغان بشأن الدولة السورية، مشيرًا إلى أن المعارضة كانت تلوم أردوغان على إشعال الفوضى في سوريا بدلًا من إطفائها.
أما عن القرار الدولي 2254، فقال العبود إن هذا القرار هو نتاج جنيف، وأشار إلى التحولات التي حدثت خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، حيث صعد الدور الروسي وتراجع دور القوى الأخرى، وأصبح الروسي المتنفذ الأساسي في المشهد السوري. وأكد أن جنيف أصبحت من الماضي، وحلت مكانها منصات ومواقع أخرى كأستانا واللجنة الدستورية.
فيما يخص قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيًا، قال العبود إن الولايات المتحدة تحاصر مناطق قسد وتفاوض عليها لتحقيق مكاسب، مشيرًا إلى أن الفوضى في سوريا أضرت بمصالح البعض واستثمرت فيها أمريكا لتحقيق مصالحها الخاصة. وأوضح أن الانتخابات التشريعية في الجزيرة السورية هي مؤشر على التوازن الجديد، حيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على فرض إرادتها كما كانت تفعل في السابق.