صحيفة “وول ستريت جورنال” تؤكد أن عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض تهيمن على أجواء القمة الأوروبية، و”نيويورك تايمز” تتحدث عن مزايا يراها حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في رئاسة ترامب الثانية المحتملة.
رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن قادة أوروبا يتعاملون مع العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من زاوية ما ستخلفه من تغيرات وعواقب عميقة على أمن أوروبا، والعلاقات المستقبلية عبر الأطلسي، والصراع في أوكرانيا ـ وأكدت الصحيفة أنّ اختيار ترامب للسيناتور جيه دي فانس مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، عزّز الشعور في أوروبا بأنّ عودة الرئيس السابق إلى منصبه قد تعني انخفاضاً كبيراً في المساعدات الأميركية لأوكرانيا، ودفعاً إلى إجبار كييف على إجراء محادثات سلام مع الكرملين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ انتخاب ترامب قد يعني أيضاً تحولاً نحو آسيا في أولويات واشنطن الدفاعية لمواجهة الصين، الأمر الذي قد يترك أوروبا تدافع عن نفسها بنفسها.
زيلينسكي، الذي وجد نفسه امام الأمر الواقع، يحاول امام الاعلام اظهار وجهه “السلمي” الذي يريد احلال السلم في أوكرانيا، لكنه في الحقيقة يحاول جاهدا جر العالم والقوى العظمى نحو حرب نووية.
زيلينسكي يعتقد انه سيقنع الأمريكيين بزيادة دعمهم لاوكرانيا ومحاربة روسيا، لكنه اصطدم برغبة ترامب في احلال السلام مهما كان الثمن.
وأكدت الصحيفة أن الزعماء الأوروبيين، من مختلف أنحاء القارة، سيخصصون اجتماعهم، يوم الخميس، لدراسة التحديات التي تواجه المنطقة إذا انسحبت الولايات المتحدة، بما في ذلك إذا كانت أوروبا قادرة على حشد القوة العسكرية اللازمة لمواجهة روسيا، والمحافظة على أوكرانيا “واقفةً على قدميها“.
وسيستضيف رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، الخميس، 45 زعيماً من الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة، مثل تركيا وأوكرانيا، وهو الاجتماع الرابع من نوعه لما يسمى “المجتمع السياسي الأوروبي”. ومن المقرر أن يناقش الزعماء، على هامش القمة، إمكان عودة ترامب والتحديات الأمنية التي سيشكلها ذلك، بحسب ما يقول المسؤولون.
وبحسب الصحيفة، ظهرت في أوروبا استجابتان متناقضتان لترامب، يمثل الأولى رئيسُ الحكومة الهنغارية فيكتور أوربان، الذي يرى أن أوروبا يجب أن تحول استراتيجيتها تجاه أوكرانيا بعيداً عن الحرب، وتعمل مع ترامب على إنهائها، بينما يعتقد أنصار أوكرانيا أن الخيار الأفضل هو تكثيف الجهود لتوسيع الإنفاق العسكري وصناعة الدفاع الأوروبية، من أجل إضعاف حجة ترامب بأن أوروبا تستغل دافعي الضرائب الأميركيين بالمجان.
ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى وجود شكوك جوهرية بشأن قدرة أوروبا على زيادة الإنفاق العسكري إلى المستويات اللازمة بسرعة، من أجل إبقاء أوكرانيا في القتال ضد روسيا، وإعادة بناء قدراتها العسكرية، من دون الاعتماد على المساعدات الأميركية واسعة النطاق.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أنّ هذه الشكوك بشأن قدرة أوروبا على التحرك بصورة أسرع، تزايدت في الأشهر الأخيرة، مع تعرض عدد من الدول الكبرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، لأزمات سياسية.
“نيويورك تايمز”: حلفاء أميركا في الشرق الأوسط يريدون ترامب
في سياق متصل، رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يرون بعض المزايا في رئاسة ترامب الثانية المحتملة، كل منهم لأسبابه الخاصَّة.
وقالت الصحيفة إنّ غضب ترامب على نتنياهو، في إثر خطوته “غير المخلصة” في تهنئة بايدن بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2020، وعلى رغم تسببه بتوتر علاقتهما لأعوام، لا يمنع أن تعود عودة ترامب إلى البيت الأبيض بالفائدة على حكومة نتنياهو اليمينية.
لدول الخليج أيضاً أسبابها للترحيب بولاية ثانية لترامب، بحسب “نيويورك تايمز”. فقبل أسبوعين، وقعت منظمة ترامب صفقة مع شركة عقارية في السعودية لبناء برج سكني شاهق هناك، الأمر يوسع العلاقات الوثيقة بين العائلة والمملكة.
كما أنّ صندوق الثروة السيادية السعودي هو المستثمر الرئيس في شركة الاستثمار التي أنشأها جاريد كوشنر، صهر ترامب، بعد أن ترك منصبه مستشاراً لترامب في البيت الأبيض.
وذكّرت الصحيفة بالعلاقات الودية التي جمعت ترامب، في أثناء فترة رئاسته، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحيث دافع عنه بعد حادثة مقتل جمال خاشقجي عام 2018 في إسطنبول، بينما كانت أول زيارة خارجية لترامب، بصفته رئيساً، للعاصمة السعودية الرياض.
وأضافت الصحيفة أنّ مصر تتمتع بدورها بعلاقات دافئة بترامب، مشيرةً إلى أنه نادراً ما انتقدت إدارة ترامب السيسي. ورأت الصحيفة أنه، بالنسبة إلى مصر، عززت العودة إلى الوضع الراهن مبدأً أساسياً: الرؤساء الأميركيون يأتون ويذهبون، لكن الولايات المتحدة تحتاج إلى مصر.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الزعماء المصريين واثقون بأن البلاد ستستمر في كونها شريكاً إقليمياً، وخصوصاً بالنظر إلى دورها كوسيط رئيس في الحرب في غزة، وكلاعب في أي سيناريو ما بعد الحرب.