تحدث الدكتور سليم حربا، الخبير العسكري، لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم عن الدور المتوقع لروسيا خلال ترؤسها لمجلس الأمن، مع التركيز على الحرب في أوكرانيا وغزة وسوريا. أشار حربا إلى أن الميدان هو المعيار الحاسم في تحديد نتائج هذه النزاعات، مؤكداً أن الانجازات العسكرية ستكون العامل الرئيسي الذي سينعكس على المشهد السياسي في هذه المناطق.
في أوكرانيا، تسعى الولايات المتحدة إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، حيث استثمرت أكثر من 200 مليار دولار لدعم أوكرانيا، بالإضافة إلى 40 مليار دولار التي قررها الناتو خلال اجتماعه الأخير في واشنطن، و50 مليار دولار أخرى من الأموال الروسية المجمدة التي سيرسلها الاتحاد الأوروبي إلى نظام كييف. ورغم هذا الدعم الكبير، لم تتمكن القوات الأوكرانية من تحقيق أي إنجازات تذكر في مواجهة الجيش الروسي الذي يواصل تقدمه. ونتيجة لذلك، تغيرت الأهداف الأمريكية لتصبح مجرد الحفاظ على الوضع الحالي، مما يعكس تحولاً في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الصراع.
حربا أشار إلى المبادرة التي قدمتها هنغاريا لحل الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن الناتو يميل إلى التصعيد بينما الاتحاد الأوروبي يسعى للتفاوض، وهو نفس النهج الذي يتبعه في غزة. وصف حربا حرب الإبادة في غزة بأنها تعبر عن مدى حقد إسرائيل، مشيراً إلى أن الناتو يعتبر في بيانه الختامي كوريا الشمالية وروسيا والصين وغزة وسوريا تهديدات له، وهو ما اعتبره حربا موقفاً معيباً.
حول قدرة روسيا على التحكم بزمام المبادرة، أكد حربا أن روسيا تمتلك المبادرة العسكرية على امتداد 1800 كيلومتر، ومن يملك زمام المبادرة الميدانية يملك أيضاً المبادرة السياسية. ورغم بعض الضربات الأوكرانية، إلا أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر كبيرة، والبنية التحتية الأوكرانية تعاني من عدم القدرة على المواصلة. وأضاف أن التفوق العسكري والاقتصادي يصب في صالح روسيا، مشيراً إلى أن فشل الحصار المفروض عليها يدعم موقفها، بالإضافة إلى امتلاكها للسلاح النووي كسلاح ردع.
أكد حربا أن الولايات المتحدة تعرف أن النتيجة النهائية للصراع ستكون لصالح الروس، مشيراً إلى أن واشنطن تتقن أسلوب الحرب بالوكالة بهدف استنزاف روسيا. واستشهد بقول هنري كيسنجر بأن روسيا مع أوكرانيا تشكل إمبراطورية، بينما بدون أوكرانيا هي دولة هامشية، مما يوضح أهمية أوكرانيا للأمن القومي الروسي. أوضح حربا أن العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا تأتي في صلب الدفاع عن الأمن القومي الروسي، معتبراً أن توسع الناتو ليشمل 32 دولة يشكل تهديداً مباشراً لروسيا.
طرح الرئيس بوتين مبادرة لحل الأزمة تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من الأقاليم الروسية الأربعة والالتزام بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وهي مبادرة تلقتها هنغاريا والصين بإيجابية. وأشار حربا إلى أن الولايات المتحدة تعاني من فقدان التوازن في ظل الحملات الانتخابية الجارية.
تعليقاً على محاولة اغتيال ترامب، أشار حربا إلى أن المحاولة الفاشلة لم تقتل ترامب جسدياً، لكن الرئيس بايدن هو من تلقى الضربة القاتلة سياسياً. وأوضح أن النظام السياسي الأمريكي يعيش حالة من الفلتان وعدم الانضباط، مما يعكس حالة شبه فراغ في السلطة. وأشار إلى تصريحات ترامب بعدم استعداده لتأمين أمن أي دولة من الناتو بدون مقابل، مؤكداً وجود تباينات بين دول الناتو حول دعم أوكرانيا.
في النهاية، أكد حربا أن روسيا قد حسمت معركتها في أوكرانيا، مما يضعها في موقع قوة يمكنها من التأثير على الساحة الدولية خلال ترؤسها لمجلس الأمن.