في حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة ميلودي إف إم، أوضح الخبير الدكتور سليم حربا أبعاد العدوان المتواصل على قطاع غزة، مشيراً إلى أن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذا الكيان، وهي طبيعة تعتمد على القتل وليس القتال. هذا النهج يعبر عن حقد القيادة العسكرية الإسرائيلية، التي تعتبر أن الفلسطيني والعربي الجيد هو العربي الميت، مما يعكس رفضها للاعتراف بأي حقوق لهؤلاء.
وأشار حربا إلى أن إسرائيل عجزت عن تحقيق أي إنجاز عسكري، مما دفعها للجوء إلى المجازر كوسيلة للضغط على المفاوض الفلسطيني. في هذا السياق، يواجه المفاوض الفلسطيني تحديات كبيرة، حيث يسعى من جهة إلى وقف هذه المجازر الوحشية، ومن جهة أخرى لا يريد التنازل عن الإنجازات التي حققتها المقاومة منذ عملية “طوفان الأقصى”. فقد حققت القضية الفلسطينية خلال الأشهر التسعة الماضية ما لم تحققه منذ 57 سنة، مما يجعل إسرائيل تحاول بكل قوة لي ذراع المقاومة والمفاوض الفلسطيني والشعب الفلسطيني، ولكن حربا يرى أن هذه المحاولات ستفشل.
وفيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، أكد الدكتور حربا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يبحث فقط عن كسب الوقت. نتنياهو ربط مصير الكيان الإسرائيلي بمصيره الشخصي، وهو يسعى لتمرير الوقت والقيام باغتيالات للحفاظ على هيبة الردع العسكري، وذلك لتمرير الانتخابات الأمريكية. ويشير حربا إلى أن أمريكا تفقد توازنها على مستوى التأثير في القرار الدولي، مما يؤثر على استراتيجية إسرائيل.
من حيث المؤشرات، يبدو أن روسيا قد حسمت المعركة في أوكرانيا لصالحها، وهذا الانتصار ينعكس على الملف الفلسطيني. الكيان الإسرائيلي الآن في مأزق استراتيجي، حيث نفدت خياراته ولم يتبق له ما يمكن أن يفاجئ به الفلسطينيين، سواء في غزة أو في فلسطين بشكل عام. بالمقابل، تزداد خيارات المقاومة الفلسطينية اتساعاً ورحابة، مما يضع إسرائيل في موقف أصعب يوماً بعد يوم.
إن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة ليست مجرد أعمال عنف عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية يائسة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين والضغط على المقاومة. ومع ذلك، فإن الفلسطينيين أثبتوا صمودهم وقوتهم في مواجهة هذا العنف، مما يجعل أي نجاح إسرائيلي في هذا المجال بعيد المنال.
ويرى الدكتور سليم حربا أن إسرائيل تعيش أزمة حقيقية مع تقلص خياراتها، في حين أن المقاومة الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني يواصلون تعزيز موقفهم. هذه الديناميكية تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيواجه صعوبات متزايدة في تحقيق أهدافه، مما يعكس فشل استراتيجيته القائمة على العنف والقتل.