أكد المحلل السياسي تحسين الحلبي، المختص بالشأن الفلسطيني، خلال حديثه مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أن التصعيد الإسرائيلي الحالي في المنطقة يشير إلى مرحلة خطيرة وجديدة. وتجنب الولايات المتحدة الاشتباك المباشر مع إيران على الرغم من الظروف العديدة التي مرت بها، يعكس ترددها في خوض معركة شاملة. الحادثة التي وقعت في عام 1920 عندما اغتالت أمريكا سليمان، وبعدها تهديد ترامب بضرب 45 هدفًا في إيران إذا ما انتقمت، تعكس هذه الديناميكية. ورغم ذلك، لم يقم ترامب بأي رد فعل عندما قامت إيران بقصف قاعدة عين الأسد في بغداد، مما يظهر مردوعية الولايات المتحدة في مواجهة إيران مباشرة.
وأضاف الحلبي أن الولايات المتحدة، رغم توفيرها للأسلحة والذخائر لإسرائيل، لا ترغب بحسم المعركة بشكل مباشر، مما يفسر محاولات إسرائيل دفع أمريكا للمشاركة في الحرب دون التورط في نزاع إقليمي شامل. وأشار إلى أن الأوضاع الحالية لا تسمح لإسرائيل بشن حرب شاملة بمفردها، وهي تسعى لجعل الولايات المتحدة تتورط بقوات بشرية لتحقيق أهدافها.
فيما يتعلق بزيارة نتنياهو لواشنطن، أوضح الحلبي أن هذه الزيارة كانت نقطة تحول؛ حيث انتصر تيار التصعيد في الداخل الأمريكي بعد هذه الزيارة، مما أدى إلى تسارع الأحداث، واستهداف الضاحية في لبنان رغم إعلان المقاومة بأن تل أبيب ستُضرب مقابل بيروت. وأكد أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران كان خطوة متعمدة لاستفزاز إيران ودفعها للرد، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى الصراع.
وأعرب الحلبي عن أن نتنياهو وغالانت يعملان دون اطلاع الكابينت الحربي الإسرائيلي، وهناك خوف من رفض المجلس لهذه التصعيدات. وأشار إلى أن استهداف هنية في طهران، حيث كانت إسرائيل تعرف أن الرد الإيراني سيكون حتميًا، يعكس نية إسرائيل في فتح المجال لتصعيد خطير.
وأكد المحلل السياسي أحمد يوسف أن أمريكا قد تنجر إلى حرب إقليمية، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي أصبح يتبنى موقف إسرائيل بعد زيارة نتنياهو. واعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تملكان العوامل التي تجعلانهما تكسبان هذه المعركة، محذرًا من أن نتنياهو يريد توريط أمريكا في التصعيد في كافة محاور الصراع، مما قد يؤدي إلى حرب عالمية.
وأشار يوسف إلى أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يفتح المجال لتصعيد آخر، حيث أن المنطقة هي قلب العالم ومنطقة توازن، ودخولها في مرحلة جديدة حيث وضعت إسرائيل معادلة جديدة تقول “أمن العالم مقابل أمن إسرائيل”.
ختامًا، تعتبر التطورات الحالية في المنطقة تعكس وضعا معقدا ومتفجرا، حيث تسعى إسرائيل بدفع الولايات المتحدة إلى التورط بشكل أكبر في الصراع الإقليمي، في حين أن محور المقاومة مستعد للرد، مما يجعل الوضع مفتوحا على كافة الاحتمالات الخطيرة.