كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أنّ الإدارة الأميركية كلّفت منظمات غير حكومية تابعة لها، بوضع سيناريو لاستبدال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوزير الداخلية الأوكراني السابق، أرسين أفاكوف.
كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تستكشف خيارات لاستبدال، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشخصيةٍ أكثر قابلية للإدارة وأقلّ فساداً، تُناسب غالبية الحلفاء الغربيين.
وأفاد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، بأن واشنطن ترى في وزير الداخلية الأوكراني السابق، أرسين أفاكوف، مرشحاً مناسباً ليحلّ محل زيلينسكي، مما سيسمح للغرب بالتحضير بشكلٍ أفضل للمفاوضات مع روسيا.
ويرى الأميركيون أنّ “نقاط قوّة” أفاكوف تكمن في علاقاته الوثيقة بالتشكيلات القومية الأوكرانية واتصالاته المستمرة مع زعماء الدول الأوروبية.
منظمات غير حكومية تتولى المهمة
وأعلن الجهاز أنّ الإدارة الأميركية كلّفت منظمات غير حكومية تابعة لها، بوضع سيناريو لوصول أفاكوف إلى السلطة. كما أضاف الجهاز أنّ المسألة تُبحث الآن مع قادة أحزاب معارضة في أوكرانيا، حزب “باتكيفشينا” الأوكراني، وحزب “التضامن الأوروبي”، ومع عدد من النواب المؤثرين في البرلمان الأوكراني من الحزب الحاكم “خادم الشعب“. وأضاف الجهاز بأنّ “الإدارة الأميركية تخطط لاحقاً لشنّ حملةٍ إعلامية قويّة لتشويه سمعة زيلينسكي من أجل إجباره على ترك منصبه“.
أوكرانيا تتحول لـ”ثقب أسود” في أوروبا
ورأى جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، بأن أوكرانيا تتحول ببطء ولكن بثبات إلى “ثقب أسود” في أوروبا. وتابع أنّ الأميركيين يبحثون عن نقطة سوداء في غرفة سوداء، أو سياسي شرعي عاقل من بين “النخبة” الأوكرانية في مرحلة ما بعد الميدان، وبذلك تتحول أوكرانيا ببطء ولكن بثبات إلى “ثقب أسود” في أوروبا.
زيلينسكي وخطواته الهوجاء
وأكّد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، بأنّ زيلينسكي يتخذ خطوات هوجاء تهدد بالتصعيد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا. وأردف أنّ “عدم الرضا عن زيلينسكي يتزايد بين النخبة الأميركية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولا سيما بشأن المساعدات المالية لأوكرانيا”، مؤكدين أنّ “زيلينسكي يتّخذ خطوات هوجاء تهدد بالتصعيد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا“.
يوم الاثنين 12 أغسطس، أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ المهمة الرئيسة الآن للقوات الروسية “هي القضاء على العدو”، خلال حديثه عن محاولة قوات الجيش الأوكراني التوغل في مقاطعة كورسك الروسية، واستهدافها محطة “زاباروجيا” للطاقة النووية. الخارجية الروسية تقول إن عدم قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا في الميدان، دفع كييف إلى فتح جبهة ثانية في أفريقيا ودعم جماعات إرهابية في دول بالقارة مؤيدة لموسكو.
أوكرانيا تدعم الإرهاب في إفريقيا
اتهمت روسيا السلطات الرسمية في أوكرانيا بفتح “جبهة ثانية” في أفريقيا، عبر دعمها “جماعات إرهابية“. ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها إنه “بسبب عدم قدرته على هزيمة روسيا في ميدان المعركة، قرّر نظام فولوديمير زيلينسكي الإجرامي فتح جبهة ثانية في أفريقيا ودعم جماعات إرهابية في دول بالقارة مؤيّدة لموسكو”، وفق تعبيرها.
وتأتي تصريحات زاخاروفا بعد أكثر من أسبوع على هجوم في مالي قتل فيه عشرات الجنود الماليين والمقاتلين من قوات “فاغنر” الخاصة الروسية، والذي ألمح مسؤول الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، إلى دعم كييف وتقديمها معلومات للمجموعات المسلحة من أجل تنفيذ الهجوم الأخير.
وأثارت تصريحات المسؤول الأوكراني الأخيرة غضب السلطات في دولة مالي، التي قالت إنه “اعترف بضلوع أوكرانيا في هجوم جبان وغادر وهمجي”، واتهمت كييف بأنها “تدعم الإرهاب الدولي“.
وكانت دولة مالي أعلنت، يوم الأحد، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، وحذت حذوها دولة النيجر يوم الثلاثاء، على خلفية الهجوم الذي استهدف القوات المسلحة ومقاتلين من “فاغنر“.
يذكر أن المجلس العسكري الحاكم في مالي قطع في عام 2022 تحالفه السابق مع فرنسا وشركائها الأوروبيين واتجه عسكرياً وسياسياً نحو روسيا.