سلط العضو السابق بمجلس الشعب والمحلل السياسي مهند الحاج علي خلال حوار خاص لشبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم الضوء على السيناريوهات المحتملة للحرب والسلام في المنطقة، حيث أكد الحاج علي أن فكرة الحرب المفتوحة بين محور المقاومة والولايات المتحدة بعيدة عن الواقع الحالي. وفقاً له، لا توجد إرادة حقيقية لاندلاع حرب مفتوحة من قبل الأطراف الرئيسية، حيث تدرك الولايات المتحدة ضعف جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعي حجم قوة محور المقاومة. بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة، التي تمر بمرحلة انتخابية حرجة، ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، خاصة مع انشغالها في أوكرانيا. ولذلك، فإن فتح معركة جديدة في الشرق الأوسط قد يعني هزيمة محققة للكيان الصهيوني.
فيما يخص المفاوضات، أشار الحاج علي إلى أن نتنياهو يعطل هذه المفاوضات برفضه الانسحاب من مواقع استراتيجية مثل رفح ونتساريم ومحور فيلادليفيا. هذا التعطيل يعكس عدم رغبته في التفاوض الحقيقي، حيث أن الشرط الأساسي لنجاح أي مفاوضات هو الانسحاب الكامل. وبينما يتحدث الجانب الإسرائيلي عن وقف إطلاق نار مؤقت لإجراء عملية التبادل، يطالب الجانب الفلسطيني بوقف إطلاق نار دائم. في محاولة لتقريب وجهات النظر، اقترحت الولايات المتحدة وقف إطلاق نار مشروط، حيث يمكن للقوات الدولية استبدال القوات الإسرائيلية في بعض المواقع، إلا أن هذا المقترح قوبل برفض من المقاومة.
من جانبه، أشار الحاج علي إلى أن السيناريو الأقرب للحدوث هو “أيام قتالية” ستكون أكثر شدة من حرب الاستنزاف الحالية. هذه الأيام ستشهد تبادلاً مكثفاً لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، لكنها لن تصل إلى مستوى الاجتياح البري. كما يرى أن إسرائيل قد تسعى لاستراحة مؤقتة لمدة 120 يوماً لشن هجمات جديدة على جنوب لبنان قبل العودة للقتال في غزة، بهدف تنفيذ خطط استراتيجية تتعلق بالتهجير القسري.
وعلى صعيد آخر، أكد الحاج علي أن الوضع المصري حرج للغاية بسبب تعنت إسرائيل بالبقاء في مواقع استراتيجية على معبر رفح ومحور فيلادليفيا. هذا التعنت يضع مصر أمام خيارين صعبين: إما الموافقة على تهجير الفلسطينيين، مما يفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها، أو مواجهة اتهامات بأنها شريكة في الجريمة. تهديد إسرائيل بخرق معاهدة كامب ديفيد يزيد من تعقيد الموقف المصري، مما قد يقوض جهود السلام.
بالنسبة للمفاوضات، أكد الحاج علي أن أمريكا تحاول دعم إسرائيل للخروج من هذه المعركة بأقل الخسائر، لكنها لا ترغب في حرب مفتوحة، حيث أن ذلك قد يؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية. وبينما يريد نتنياهو المماطلة مع الإدارة الديمقراطية الحالية في الولايات المتحدة، تبقى احتمالات اندلاع حرب شاملة غير واردة حالياً، لكنه يرى أن المعركة المحدودة بين المقاومة وكيان الاحتلال ستكون السيناريو الأقرب، مع استبعاد الاجتياح البري.
وفيما يتعلق بالقدرات العسكرية، أشار الحاج علي إلى أن جيش الاحتلال يعاني من نقص كبير في المعدات والذخائر، مما يجعله غير قادر على شن هجوم بري على جنوب لبنان. في المقابل، فإن حزب الله مستعد تماماً لأي عدوان، حيث يمتلك قدرات تكتيكية قادرة على تدمير كل من يتقدم من الإسرائيليين.