في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، استعرض الدكتور سمير أبو صالح، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الوضع المتأزم الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحاً التحديات المتعددة التي تضغط عليه.
أشار أبو صالح إلى أن نتنياهو يواجه حصاراً متعدد الأبعاد. أولاً، هو محاصر بإرادة المقاومة الفلسطينية التي لا تهدأ ولا تمل. ثانياً، يتعرض لضغوط سياسية داخلية شديدة، حيث يقود ائتلافاً حكومياً ضعيفاً بأغلبية ضئيلة تبلغ 62 صوتاً مقابل 58. ثالثاً، يواجه نتنياهو أزمة حادة نتيجة العدد الكبير من القتلى الإسرائيليين، ليس فقط في الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر، بل أيضاً بسبب الخسائر اليومية، مما يعزز شعوراً عاماً بين الإسرائيليين بأنهم دخلوا في حرب استنزاف حقيقية.
رابعاً، الحصار يطال العلاقات بين الكيان الصهيوني والشعوب في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. على الرغم من دعم الحكومات لهذه الدولة لأسباب معروفة، إلا أن العلاقة الشعبية قد تحولت ضدها. هذه الضغوط تنبع من الفشل الذريع في السياسة والاقتصاد والعسكرة، فضلاً عن الانتصارات الساحقة للمقاومة التي تتجاوز الفلسطينية لتشمل جبهات دعم وإسناد أخرى.
يركز الإعلام الإسرائيلي بشكل متزايد على هذه التحديات بدلاً من الأخبار اليومية، مما يعكس حالة من القلق بين المستوطنين. هذا القلق يعكس شعوراً بخطر وجودي حقيقي على الكيان الصهيوني، في وقت تلاشت فيه الشعارات التي طالما ادعت قوة وتفوق إسرائيل.
يبرز الدكتور أبو صالح يوضح أن هذا الوضع انهيار الأسس الأيديولوجية التي قامت عليها إسرائيل، حيث سقطت الادعاءات المتعلقة بالأحقية التاريخية والذرائع التي استخدمتها لتبرير وجودها. هذا الانهيار يعزز الشعور بعدم الاستقرار بين المثقفين الإسرائيليين، الذين باتوا يتساءلون عن مستقبل وجودهم في المنطقة.
فيما يخص الدور الذي تلعبه المقاومة وجبهات الإسناد، يوضح أبو صالح أن هذه الأطراف خلقت عمقاً استراتيجياً للمقاومة الفلسطينية، مما أثر سلباً على مشروع التطبيع والمعاهدات الإبراهيمية مع بعض الأنظمة العربية. هذا الانتقاد يشمل بعض الدول الخليجية ومصر، حيث أصبح المشروع الصهيوني يواجه تهديداً حقيقياً.
التظاهرات التي ينظمها الهستدروت ضد حكومة نتنياهو تعكس أيضاً الفشل الاقتصادي والسياسي، حيث أن الهستدروت تمثل قوة عمل أساسية في إسرائيل. انهيارها يعكس انهياراً أكبر للكيان الصهيوني، ويشير إلى أن الأزمة الاقتصادية والسياسية قد تصل إلى مستويات غير مسبوقة.
أما بشأن التوسع الإسرائيلي نحو الضفة الغربية وتجنب المفاوضات، يشير أبو صالح إلى أن الهجوم على غزة في السابع من أكتوبر كان خطوة استباقية من قبل الفلسطينيين لمواجهة التهديدات. هذا الهجوم يعكس تصدياً حقيقياً لمشروع الصهيوأمريكي الذي يسعى لإقصاء الفلسطينيين وتوسيع الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.