في مقابلة خاصة مع شبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم، تحدث الدكتور إليان مسعد عن التحركات الروسية الأخيرة في منطقة الخليج وتأثيراتها على التوازن الدولي. أوضح الدكتور مسعد أن العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة هي علاقات تقليدية راسخة، خصوصا في ظل الهيمنة الأمريكية بعد تراجع النفوذ البريطاني في المنطقة. وأشار إلى أن بريطانيا، ورغم تراجعها، ما زالت تحتفظ بعلاقات وثيقة مع بعض دول الخليج مثل الإمارات والكويت. لكنه أكد أن الولايات المتحدة، وتحديدا الحزب الجمهوري الذي تربطه مصالح نفطية كبيرة بدول الخليج، يعتبر الحليف الاستراتيجي الأبرز لهذه الدول، حيث يمثلهم حاليا الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأوضح الدكتور مسعد أن اكتشاف دول الخليج لمؤامرات الإخوان المسلمين ضد أنظمتهم، والتي تزامنت مع فترة الربيع العربي، جعلها تشعر بالقلق وتبدأ في اتخاذ إجراءات حازمة ضد هذه الحركات. ولعب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دورا محوريا في تسليم أسماء المتآمرين، مما ساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق، استذكر الدكتور مسعد زيارة الملك سلمان إلى موسكو في عام 2017، وهي خطوة جاءت لتعزيز العلاقات مع روسيا في ظل المخاوف من الدور الذي كانت تلعبه إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في دعم التغييرات السياسية في المنطقة.
وأضاف الدكتور مسعد أن زيارة لافروف الأخيرة إلى الخليج تأتي في إطار تعزيز العلاقات الروسية الخليجية، مؤكدا أن هذه الزيارة تعكس رغبة الجانبين في التعاون، خاصة في مجال النفط. وأشار إلى أن روسيا، رغم الضغوط الغربية التي تسعى لخفض أسعار النفط بهدف إضعاف الاقتصاد الروسي، تجد في دول الخليج شريكا استراتيجيا يمكنه المساهمة في الحفاظ على توازن الأسعار بما يخدم مصالح الطرفين. ورغم معارضة الغرب لهذا التعاون، إلا أن دول الخليج ترى مصلحتها في الحفاظ على توازن السوق النفطية.
كما أشار الدكتور مسعد إلى أن سورية تستفيد بشكل كبير من هذه التحركات. فرغم الضغوط الأمريكية والقوانين التي تسعى لعرقلة التطبيع مع الحكومة السورية، إلا أن العديد من دول الخليج أعادت فتح سفاراتها في دمشق، وهو ما يعكس تحسنا في العلاقات بين الجانبين. وأكد أن روسيا تلعب دورا إيجابيا في تعزيز هذا التعاون، الذي يعود بالنفع على الاستقرار في المنطقة.
فيما يتعلق بانضمام السعودية وتركيا إلى مجموعة البريكس، أوضح الدكتور مسعد أن البريكس تمثل قوة اقتصادية وسكانية كبيرة على مستوى العالم، حيث تضم دولا تمثل حوالي 45 بالمئة من سكان الأرض. ورغم أن الدولار لا يزال العملة الرئيسية في تحديد أسعار السلع العالمية، إلا أن هناك احتمالا بظهور عملات بديلة في المستقبل، مما قد يغير موازين القوى الاقتصادية العالمية. وأكد أن هذا الانضمام يعكس رغبة هذه الدول في تنويع خياراتها الاقتصادية والاستراتيجية بعيدا عن الهيمنة الغربية.
أما فيما يخص التوترات بين الغرب وروسيا، فأكد الدكتور مسعد أن الصراع في أوكرانيا يعكس التوترات العميقة بين الطرفين. وذكر أن التدخل الروسي جاء ردا على السياسات الأمريكية التي دعمت تغيير النظام في أوكرانيا في عام 2014. وأوضح أن روسيا شعرت بالخطر على مصالحها القومية، وخاصة في الأقاليم الشرقية من أوكرانيا، مما دفع الرئيس بوتين للتدخل العسكري. وأضاف أن الحل قد يكون في عودة الجمهوريين إلى السلطة في الولايات المتحدة، حيث قد يتم التوصل إلى تسوية تضمن بقاء القرم تحت السيطرة الروسية ومنح المناطق الشرقية حكما ذاتيا، مع عدم إدخال أوكرانيا في حلف الناتو.