في حديثه مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، تطرق المحلل السياسي والعضو السابق بمجلس الشعب الأستاذ مهند الحاج علي إلى التضليل الإعلامي الذي مارسه كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على مصياف، حيث سعى لتصوير ما حدث وكأنه إنجاز عظيم. وفقاً للرواية الإسرائيلية، زُعم أن حوامات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية بعد قصف صاروخي على موقع حساس في مصياف، وقامت بتفخيخه وتفجيره وأسر اثنين من الإيرانيين. ومع ذلك، طرح الحاج علي تساؤلات حول صحة هذه الرواية، مشيراً إلى صعوبة تنفيذ مثل هذه العملية نظراً للمسافة الكبيرة بين مصياف والجولان أو أي نقطة انطلاق محتملة أخرى، بالإضافة إلى أن السرعة القصوى للحوامات لا تسمح لها بتغطية هذه المسافة في الوقت المزعوم.
أضاف الحاج علي أن ما زُعم عن بقاء الحوامات الإسرائيلية في الأجواء لمدة ساعتين يعد أمراً غير منطقي، مشيراً إلى أن أصوات الحوامات التي سُمعت بعد الحادث كانت لحوامات سورية جاءت لتقييم الأضرار. كما أكد أن الجانب الإيراني نفى وجود أي أسرى، مما يضعف مصداقية الرواية الإسرائيلية. وبناءً على ذلك، يرى الحاج علي أن الهدف من هذا التضليل هو محاولة كيان الاحتلال الإسرائيلي ترميم صورته المتضررة أمام الرأي العام الإسرائيلي الذي فقد الثقة بجيشه وحكومته.
انتقل الحاج علي للحديث عن دور الإعلام في التضليل والصراع العالمي، مشيراً إلى أن الإعلام أصبح سلاحاً فعالاً في الميدان. وذكر أن كيان الاحتلال الإسرائيلي استخدم الإعلام لنشر أخبار كاذبة بطرق حديثة، حيث يتم تمرير الأخبار غير الحقيقية من خلال صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعي الوطنية وتستخدم مصادر صحفية مزيفة. في المقابل، أشار الحاج علي إلى أن روسيا اليوم تقدم صورة واقعية عما يحدث في أوكرانيا، موضحاً كيف ساهم الإعلام الروسي في كشف العديد من المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة، مما أثار غضب القوى الغربية التي تسعى للحد من تأثير الإعلام الروسي على الرأي العام العالمي.
وفيما يتعلق بمحاولات الغرب ضرب الإعلام الروسي، أكد الحاج علي على أهمية التعددية القطبية في السياسة العالمية، مشيراً إلى أن الاقتصادات الصاعدة مثل روسيا والصين والهند وإيران لم تعد تقبل الهيمنة الأمريكية. وأوضح أن التعددية يجب أن تشمل الجانب الإعلامي أيضاً، حيث لم يعد الإعلام الغربي هو المصدر الوحيد للمعلومات، بل أصبحت هناك قنوات بديلة من دول صاعدة بدأت تأخذ اعتمادها.
كما أشار الحاج علي إلى أهمية تحقيق التوازن الإعلامي على المستوى الدولي، مؤكداً أن الإعلام بات أداة فعالة في تغيير الرأي العام وحتى في إسقاط الحكومات. ومن هنا، جاء الرأي الروسي بأن الإعلام هو عنصر أساسي لتحقيق التوازن الدولي، مؤكداً أن الإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح جزءاً من الصراع العالمي على النفوذ والسيطرة، خاصة مع تزايد أهمية الفضاء الخارجي كمنطقة للصراع التكنولوجي والإعلامي.