أكد الدكتور سليم حربا، الخبير الاستراتيجي والعسكري، في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أن الكثير من المعارك قد تُحسم إعلامياً قبل أن تُحسم في الميدان. واستشهد بحالة سقوط بغداد عام 2003 قبل سقوط أم قصر، موضحاً أن الحرب ليست مجرد سلسلة من الانتصارات، بل هي كرّ وفرّ، حيث يمكن أن يخسر طرف جولة في معركة، أو حتى معركة في حرب، لكنه قد يربح الحرب في النهاية.
وأشار حربا إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني قد حقق انتصارات محدودة عبر عدوانه على الضاحية الجنوبية، لكنه فشل في تحقيق أهدافه الأوسع، مثل ضرب البنية القيادية لحزب الله أو ترويع البيئة الشعبية الداعمة للمقاومة. وأضاف أن الجرحى يتمنون العودة سريعاً إلى الميدان لمواصلة الدفاع عن المقاومة.
وأوضح حربا أن الحامل الشعبي هو العامل الأساسي في الانتصار، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة، رغم المجازر والتجويع، لم يرضخ ولم يفقد إيمانه بالمقاومة. وفي المقابل، فإن كيان الاحتلال يعاني من انهيار معنوي وبشري، حيث بدأت الاحتجاجات والصرخات تتعالى في الداخل، مطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان.
كما أشار حربا إلى أن نتنياهو وحكومته أصبحوا محاصرين بين مطرقة المهجرين وسندان المتظاهرين. وبينما تتماسك بيئة المقاومة وتستعد للتضحية على جميع الجبهات، تنهار بيئة الاحتلال، حيث يُظهر المواطن الفلسطيني صموداً ومقاومة، في حين يفر المستوطنون بحثاً عن الأمان.
أكد حربا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتعرى منذ نشأته كما تعرى الآن، سواء على المستويات القانونية، القيمية، أو الأخلاقية. وأضاف أن الكيان، رغم دعم الولايات المتحدة والحماية في مجلس الأمن، يعجز عن تحقيق أمنه الذاتي، ناهيك عن حماية مصالح حلفائه الغربيين.
وفيما يتعلق بالإعلام، أوضح حربا أن وسائل الإعلام المؤيدة للكيان تحاول الإشادة بأي عمل عسكري إسرائيلي وتسخيف إنجازات المقاومة. لكنه أكد أن هذه المحاولات لا تؤثر على المقاومة، وأن الأزمة الوجودية التي يعاني منها الاحتلال تُظهر تفوق المقاومة على الأرض وفي الميدان.
وأشار حربا إلى أن كيان الاحتلال يعتمد على القدرات التقنية والاستخباراتية التي يمتلكها بالتعاون مع الولايات المتحدة، ولكن هذه القدرات لا تمثل تفوقاً استراتيجياً. وأضاف أن لولا الحماية الأمريكية، لما تجرأ الاحتلال على ارتكاب هذه الجرائم.
وفيما يتعلق بمحاولات الإعلام الإسرائيلي نشر شائعات عن ضعف حزب الله، أشار حربا إلى أن هذه المحاولات فاشلة، حيث أن المقاومة لا تزال قوية وصامدة، مضيفاً أن كيان الاحتلال لطالما راهن على تدمير البنية القيادية لحزب الله لكنه فشل.
وأكد حربا أن نوعية المقاتل في “قوة الرضوان” هي أحد أسباب تفوق حزب الله، مشيراً إلى أن هؤلاء المقاتلين يقاتلون تحت الأرض وفوقها، في الليل والنهار، وفي جميع الظروف، مما يجعلهم رعباً حقيقياً للعدو الإسرائيلي.
في ختام حديثه، أكد حربا أن الهدف الحقيقي من العدوان الإسرائيلي على لبنان هو محاولة فك الارتباط بين حزب الله وحماس، لكنه استبعد أن تقوم إسرائيل بهجوم بري نظراً لخطورة هذه الخطوة. وأضاف أن حزب الله لن يتراجع عن دعم غزة، وأن أي محاولة لفصل الحزب عن حماس ستكون فاشلة.