في حديث مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، أكد الدكتور سليم حربا أن الولايات المتحدة هي العمود الفقري للكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذا الكيان يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي العسكري والاقتصادي. ولكن رغم هذا الدعم الواسع، فإن الولايات المتحدة غير قادرة على تقديم العنصر البشري، وهو ما يشكل أكبر تهديد للكيان من خلال الاستنزاف البشري. وتطرق حربا إلى أن هذا الاستنزاف البشري يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والمعنوية داخل المجتمع الإسرائيلي، مما يضعف قدرة الكيان على الصمود في مواجهة التحديات.
أوضح حربا أن الكيان الإسرائيلي يواجه ثلاث جبهات رئيسية: غزة، لبنان، والجبهة الداخلية، مشيراً إلى أن الأخيرة هي الأخطر والأكثر تأثيراً. وبينما تتواصل الضغوط على الكيان، يشير حربا إلى أن التدهور الاقتصادي داخل إسرائيل واضح، حيث أن آلاف الشركات قد أوقفت نشاطها وغادرت تل أبيب. وأضاف أن الكيان يعاني من هجرة علمية وبشرية تهدد مستقبله.
أشار حربا إلى أن الولايات المتحدة ليست مجرد داعم لإسرائيل، بل شريك فعلي في العدوان والجرائم التي يرتكبها الكيان. ومع ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى التواري عن الأنظار للحفاظ على سمعتها ومصالحها في المنطقة، وتجنب أن تكون في مرمى المقاومة. وأكد حربا أن أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً في المفاوضات، بل هي تقدم الدعم للعدو الإسرائيلي.
كما تحدث حربا عن تغيّر السياسة الأمريكية تجاه الكيان، مبيناً أن الولايات المتحدة كانت تعتمد على إسرائيل لحماية مصالحها في المنطقة، لكنها اليوم تدرك أن الكيان بحاجة إلى حماية ورعاية مستمرة. وأوضح أن المجازر التي ارتكبها الكيان بقيادة نتنياهو تسببت في تدهور سمعة الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأشار إلى أن نتنياهو يسعى للهروب إلى الأمام من خلال التصعيد العسكري، مدعوماً من بعض القوى في الولايات المتحدة، التي تريد توسيع الحرب لتشمل أطرافاً أخرى مثل حزب الله. ولفت حربا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، قدّم دعماً غير محدود للكيان الإسرائيلي، بما في ذلك اعترافه بضم القدس والجولان، إضافة إلى مخططات لضم أجزاء من الضفة الغربية.
في ختام حديثه، أشار حربا إلى أن الهستيريا العسكرية التي يعيشها الكيان الإسرائيلي حالياً لن تؤدي إلى تحقيق إنجازات استراتيجية، بل ستفاقم الأزمة التي يعاني منها. وأكد أن الردود العسكرية والمقاومة هي التي ستلجم الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في النهاية. كما أشار إلى أن الغارات الإسرائيلية المتواصلة تهدف إلى تحسين شروط التفاوض، متوقعاً أن تكون الطلقة الأخيرة في لبنان بعد أن بدأت الأولى في غزة.