أكد العميد المتقاعد والمحلل السياسي هيثم حسون في حديث أدلى به لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أكد أن الكيان الصهيوني قد فقد كافة مبررات القوة العسكرية في غزة بعد فشله في تحقيق الأهداف المعلنة ونفاد بنك الأهداف العسكرية والمدنية في القطاع. حسون أشار إلى أن دخول المقاومة اللبنانية على خط المواجهة كجبهة مساندة للفلسطينيين قد عزز الضغوط على الكيان المحتل، الذي يعيش حالة استنزاف مستمرة سواء في الأرواح أو الموارد القتالية.
وذكر حسون أن المقاومة الفلسطينية صمدت أمام العدوان الإسرائيلي بفضل قدرتها على الاحتمال وتضحياتها، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني قد تجاوز المبادئ الأمنية التي لطالما اعتمد عليها، حيث كانت حروبه سريعة وخاطفة وتجري خارج حدوده، لكن حرب غزة التي اقتربت من عامها الأول لم تحقق أي من تلك المبادئ، بل حولت المقاومة اللبنانية جنوب لبنان إلى ساحة صراع مفتوحة ضد الاحتلال.
وأوضح حسون أن المقاومة اللبنانية قد نجحت في إنشاء منطقة شبه عازلة في شمال فلسطين المحتلة، ما أدى إلى تهجير المستوطنين من تلك المناطق، مؤكدًا أن هذه التطورات جعلت من الجنوب اللبناني جبهة أساسية في مواجهة الاحتلال، وليس مجرد جبهة إسناد كما كانت توصف سابقًا.
وأضاف حسون أن المقاومة اللبنانية أطلقت صواريخ بالستية باتجاه منطقة تل أبيب لأول مرة، مستهدفة مركزًا للموساد، ما يمثل رسالة واضحة للكيان الصهيوني بأن كل شبر في فلسطين المحتلة بات هدفًا محتملاً للمقاومة. هذا التصعيد يأتي في إطار سلسلة من الهجمات الاستراتيجية التي استهدفت قواعد عسكرية إسرائيلية، من بينها قاعدة رامات دافيد الجوية ووحدة التجسس 8200، ما أسفر عن خسائر كبيرة للكيان في قدراته الاستخباراتية والعسكرية.
وحول قدرات المقاومة ومخزونها من الصواريخ، أشار حسون إلى أن المقاومة اللبنانية بدأت حربها الحالية من حيث انتهت في العام 2006، مستهدفة منذ البداية مناطق مثل حيفا وتل أبيب، ما يعكس استعداد المقاومة لخوض مواجهة طويلة الأمد، مع مراعاة التوازنات الداخلية اللبنانية.
وأكد حسون أن التصعيد الأخير من جانب الاحتلال يعكس حالة من “جنون المأزق” الذي وصل إليه الكيان بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه في الشمال أو الجنوب. فالولايات المتحدة، التي تدير فعليًا الحرب من وراء الكواليس، فشلت في فرض فصل بين الجبهات أو إقناع لبنان بعدم التدخل، كما لم تستطع حتى الآن تحقيق أي من الأهداف المعلنة في غزة، مثل استعادة الأسرى أو القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وفي النهاية، رأى حسون أن التركيز الحالي على جبهة الجنوب يأتي في إطار محاولة من الاحتلال والولايات المتحدة للتهرب من الفشل الذريع الذي لاقاه مشروع الحرب في غزة. ومع تعثرهم في الشمال والجنوب، فإن الحديث عن تفاوض مستقبلي قد يصبح أمرًا لا مفر منه، في ظل عدم قدرة الاحتلال على تحقيق أي من أهدافه العسكرية.