تشير التسريبات التي تفيد بأن إسرائيل تعتزم مواصلة الحرب على لبنان وغزة إلى عجز الكيان الصهيوني عن تعلم الدروس من تجاربه السابقة، وفقاً لما صرح به العميد المتقاعد والمحلل السياسي هيثم حسون في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم. حسون انتقد العقلية التي تدير بها إسرائيل صراعاتها، قائلاً إن الاحتلال، على غرار بعض الأنظمة العربية السابقة، لا يستفيد شيئاً من التجارب ولا يقرأ المشهد بعمق. وأكد أن المقاومة اللبنانية لن تقبل شروط نتنياهو أو الولايات المتحدة، ولن تسمح بتفكيك الجبهتين اللبنانية والغزاوية، موضحاً أن إسرائيل تجهل طبيعة الخصم الذي تواجهه.
وأشار حسون إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني بشكل كبير بسبب الحرب، مع تزايد الهجرة المعاكسة وتوقف الصناعة والزراعة، مما يضع الاحتلال في موقف صعب. كما أكد أن إسرائيل بحاجة إلى استقرار جزئي لتحافظ على تماسك مجتمعها، لكن التصعيد الدموي الحالي يزيد من تعقيد الأوضاع، وهو ما يجعل الرهان على قبول المقاومة اللبنانية بالشروط الإسرائيلية رهاناً فاشلاً.
وبشأن الخطوط الحمراء لكل طرف، شدد حسون على أن إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق لا يحقق أهدافها المعلنة، حيث أن قبولها بهزيمتها في السابع من أكتوبر سيكون اعترافاً بالفشل. من جانب آخر، أكدت المقاومة اللبنانية أن المستوطنين لن يعودوا إلى شمال فلسطين إلا بوقف الحرب على غزة. وحتى الآن، لا يمكن لأي من الطرفين التنازل عن خطوطه الحمراء.
وعن الدور الأمريكي، أشار حسون إلى أن واشنطن ستستمر في دعم إسرائيل حتى لو اضطرت لاستخدام الأسلحة النووية، مؤكداً أن مصلحة الولايات المتحدة هي الأساس في تحديد السياسات في المنطقة. كما أوضح أن واشنطن، ورغم دعمها الكبير لإسرائيل، لا تعفيها من دفع ثمن هذا الدعم في نهاية المطاف.
وأضاف حسون أن الولايات المتحدة قد تجبر إسرائيل على الاستمرار في القتال حتى تصل إلى مرحلة حرجة، تماماً كما حدث في حرب 2006. لكن عندما تجد إسرائيل نفسها على شفا الانهيار، قد تضطر واشنطن للقبول بوقف إطلاق النار.
فيما يتعلق بالمبادرات الأمريكية لوقف الحرب، أشار حسون إلى أن المقاومة تقبل العروض التي تكون عادلة وواقعية، مثل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل. وشدد على أن المطالب الفلسطينية ليست مستحيلة، بل هي الحد الأدنى الأخلاقي الذي يجب تلبيته لوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
أما عن التغطية الإعلامية الغربية، فقد ندد حسون بتضليل الإعلام الغربي للأحداث، حيث يتم تصوير الفلسطينيين كمعتدين في الوقت الذي يُحتل فيه وطنهم منذ عقود. وتطرق حسون إلى المظاهرات التي خرجت في العديد من الجامعات الأمريكية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى التناقض بين شعارات الديمقراطية والحرية التي تروج لها هذه الدول وبين القمع الذي يواجهه من ينتقد إسرائيل.
وفيما يتعلق بالموقف الإيراني، أوضح حسون أن إيران، رغم الحصار الذي تعانيه منذ أربعة عقود، قدمت دعماً كبيراً للمقاومة الفلسطينية واللبنانية. وأكد أن إيران لا تسعى للتدخل العسكري المباشر في الصراع، لكنها تقدم دعماً لا محدوداً في مجالات التسليح والتمويل، وهو ما يجعل السؤال “أين إيران؟” غير منطقي في ظل هذا الدعم الكبير.
أما عن الموقف الروسي، فقد أشار حسون إلى أن روسيا تتخذ موقفاً حذراً، إذ أن علاقاتها مع إسرائيل تطورت في السنوات الأخيرة، ورغم أن الحرب الحالية أثرت على هذه العلاقات، إلا أن موسكو لم تتدخل عسكرياً ضد إسرائيل. وأوضح أن روسيا قدمت دعماً للمقاومة اليمنية وبعض منظومات الأسلحة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية، لكن من يعتقد أن روسيا ستحارب نيابة عن الدول العربية فهو مخطئ.