في مقابلة خاصة مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تحدث الكاتب والصحفي أحمد رفعت يوسف عن التطورات الأخيرة التي شهدها حزب الله اللبناني عقب سلسلة من الاغتيالات والضربات التي نفذتها إسرائيل. أوضح رفعت أن هذه العمليات لم تكن مجرد تحركات عسكرية بل حملت رسائل سياسية تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية لجمهور الحزب. وأضاف أن هذه العمليات أثارت قلقاً بين مؤيدي الحزب، الذين يرون في حزب الله ليس فقط قوة عسكرية، بل مؤسسة اجتماعية وسياسية تمثل طموحاتهم.
وأشار رفعت إلى أن الخطابات الأخيرة لقادة الحزب، خاصة الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، جاءت في وقت حساس لطمأنة جمهور الحزب الذي بدا مرتبكاً بعد الاغتيالات. الشيخ قاسم أكد في تصريحاته أن المقاومة لا تزال قوية وقادرة على الاستمرار في أداء مهامها العسكرية رغم الضربات الإسرائيلية، وهي رسالة ضرورية لتهدئة القاعدة الشعبية التي تواجه حملة إعلامية تستهدف إضعافها.
وفيما يتعلق بالبنية الداخلية للحزب، أوضح رفعت أن حزب الله لا يزال يحتفظ بهيكله التنظيمي والعسكري القوي. وأضاف أن الحزب يعتمد على بنية تنظيمية معقدة تمنحه القدرة على مواصلة مقاومته حتى في حال فقدان قيادات رئيسية، مشيراً إلى أن لكل قائد في الحزب بدلاء جاهزون لتولي المسؤولية في أي لحظة. هذه الآلية تمنع حدوث فراغ قيادي وتؤكد استمرارية الحزب في مواجهة التحديات.
وعن تداعيات الأحداث الأخيرة على جمهور المقاومة، أوضح رفعت أن مؤيدي الحزب باتوا في حالة قلق بسبب الضغوط المتزايدة، ليس فقط من إسرائيل، بل أيضا من الداخل اللبناني في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها البلد. رغم ذلك، لا يزال حزب الله يحظى بدعم واسع من جمهوره الذي يعتبره القوة الحامية لهم في ظل الفوضى الإقليمية.
واعتبر رفعت أن القيادة الحالية لحزب الله تمتلك القدرة على التكيف مع التحديات، مشيراً إلى أن التنظيم يستفيد من قاعدة دعم شعبي كبيرة تمكنه من الصمود في مواجهة الضغط الإسرائيلي. كما لفت إلى أن الحزب يمتلك قدرة تنظيمية مكنته من تجاوز أزمات سابقة، وسيواصل استعداده لأي مواجهة محتملة في المستقبل.
وختاماً أشار رفعت إلى أن حزب الله، رغم كل التحديات، لا يزال قوة فاعلة ومؤثرة في الصراع مع إسرائيل. وأعرب عن ثقته في قدرة الحزب على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، معتمداً على قوته التنظيمية ودعمه الشعبي، مؤكداً أن الحزب سيستمر في مقاومته واستعداده لأي تصعيد قادم.