في مقابلة خاصة مع شبكة “شام نيوز إنفو” عبر إذاعة ميلودي إف إم، مع الكاتب والصحفي والمحلل السياسي أحمد رفعت يوسف للحديث عن الأوضاع الراهنة في لبنان بعد الضربات الأخيرة التي تلقاها حزب الله. خلال اللقاء، تناول يوسف السياق الأوسع للتحديات التي تواجه المقاومة اللبنانية، وخاصة الضغوطات المتزايدة من الجانب الإسرائيلي والأمريكي.
وأوضح يوسف أن الهجوم الإسرائيلي الأخير وما تلاه من اغتيالات لقادة ميدانيين بارزين في حزب الله، قد أحدث موجة من الإرباك ليس فقط لدى جمهور المقاومة، ولكن أيضا لدى القيادة الإسرائيلية نفسها. حيث أشار إلى أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية والاقتصادية، لم تتمكن من تحقيق أهدافها الاستراتيجية في لبنان، مؤكدا أن استخدام القوة المفرطة ليس دائما دليلا على القوة الحقيقية. وقال رفعت: “عندما تلجأ إسرائيل إلى استخدام القوة بشكل متوحش وغير مسبوق، فهذا ليس بالضرورة علامة على قوتها، بل على خوفها من التهديد الوجودي الذي تواجهه”.
ورأى يوسف أن إسرائيل تخوض معركة بقاء، وأن القيادة الإسرائيلية الحالية، وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مستعدة لدفع أي ثمن من أجل تحقيق أهدافها، حتى لو كان الثمن باهظا للغاية على المستويات الاقتصادية والديمغرافية. وأوضح أن الاستراتيجية الإسرائيلية تعتمد على الهروب إلى الأمام، واستغلال أي ثغرة في وضع حزب الله الحالي لمحاولة ضرب المقاومة وإضعافها.
وفي المقابل، أكد يوسف على أن إيران تلعب دورا محوريا في دعم حزب الله والمقاومة اللبنانية. وأشار إلى أن هناك بعض الأصوات التي تساءلت مؤخرا عن مدى التزام إيران بدعم المقاومة، خاصة في ظل انقسامات داخلية بين التيار الإصلاحي والتيار المحافظ داخل إيران. لكنه شدد على أن إيران، رغم هذه الانقسامات، لا يمكنها التخلي عن حزب الله أو المقاومة، لأن ذلك سيشكل خسارة كبيرة لها على الصعيد الاستراتيجي.
وأضاف يوسف أن إيران، بقيادة الحرس الثوري والتيار المحافظ، ستستمر في دعم حزب الله حتى لو كانت هناك بعض التباطؤات التكتيكية في هذه المرحلة. وأشار إلى أن طبيعة النظام الإيراني، بحكمته واستراتيجيته، تعتمد على التعامل مع التحديات بعقل بارد وإرادة هادئة، مضيفا أن “إيران لا يمكنها تحمل خسارة المقاومة في لبنان، لأن ذلك سيكون بمثابة سقوط حجر الدومينو الأول الذي سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام الإيراني”.
وختم يوسف حديثه بالقول إن المقاومة اللبنانية، رغم التحديات والضغوطات، لا تزال قوة رئيسية في معادلة الصراع مع إسرائيل، وأن الدعم الإيراني سيبقى حاضرا مهما كانت الظروف. كما أشار إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الصراع، حيث قد تشهد المنطقة مزيدا من التصعيد أو التوترات في ظل استمرار المواجهة بين حزب الله وإسرائيل.