الدكتور سليم خراط، الباحث والمحلل السياسي، تحدث في مقابلة مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم مسلطا الضوء على أبعاد الصراع الديني والسياسي الذي تشهده الساحة العالمية. أشار إلى أن الكيان الصهيوني لا يقتصر على احتلال أرض شعب آخر، بل يمثل جزءا من مشروع أوسع يمتد بجذوره إلى قضايا فلسفية ودينية مرتبطة بالعقيدة. هذا المشروع يقوم على بروتوكولات قديمة ومؤسسات تمتد عبر التاريخ، وصولا إلى الماسونية، وهو ما يعكس الأسس اللاهوتية التي ترتكز عليها السياسات الإسرائيلية الحالية.
أوضح الدكتور خراط أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أصبح يعتمد بشكل متزايد على الخطاب الديني في محاولاته لتعزيز مكانته السياسية، مستشهدا بنصوص من التوراة والتلمود. أضاف أن هذا التوجه يعكس تأثير التيارات الدينية المتطرفة التي تدعم حكومته، مشيرا إلى أن نتنياهو، بفضل هذه القوى، يبني استراتيجياته السياسية على أبعاد دينية بشكل واضح.
كما تحدث الدكتور خراط عن الأكاديمية التي تم إنشاؤها في تل أبيب لتدريب المشايخ وعلماء الدين، موضحا أن هؤلاء المشايخ الذين يحملون أسماء عربية يروجون لأفكار تخدم الصهيونية والماسونية في مختلف الدول، خصوصا في أوروبا. وأكد أن هذه الأكاديمية تعتبر جزءا من مشروع أوسع يهدف إلى تشويه صورة الإسلام الحقيقي ونشر مفاهيم تحرف الدين الإسلامي وتدعم السياسات الصهيونية.
وحول استخدام التكنولوجيا والذكاء الصناعي في الصراعات، أشار الدكتور خراط إلى حادثة وقعت في جنوب لبنان، حيث اقتربت طائرة درون من أحد المستهدفين وأبلغته بأنه مطلوب وأنه سيلقى حتفه. اعتبر هذه الحادثة مؤشرا على التطور المخيف في استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتنفيذ العمليات العسكرية وتوجيه التهديدات بشكل مباشر، مؤكدا أن هذا التطور يعكس طبيعة الصراع الديني والسياسي الذي يتخذ أبعادا أكثر تعقيدا.
وفي سياق تحليله للواقع السياسي والديني في المنطقة، اعتبر الدكتور خراط أن تحالفات الكيان الصهيوني مع بعض الأنظمة العربية المطبعة تأتي في إطار تنفيذ المشروع الديني الصهيوني، حيث يتم تبرير هذه التحالفات استنادا إلى اتفاقيات تهدف إلى خدمة المصالح الصهيونية على حساب الشعوب العربية. كما أشار إلى أن بعض الأنظمة العربية تساهم في تعزيز هذا المشروع، معتبرا أن هذه الأنظمة تكرس أسافل القوم وتعمل على تدمير قضايا الأمة العربية.
وفي حديثه عن المقاومة ومحور الممانعة، شدد الدكتور خراط على أهمية الدور الذي تلعبه المقاومة في مواجهة هذا المشروع الصهيوني. ورأى أن المقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرها من الدول، تمثل خط الدفاع الأول ضد هذا المشروع، مشيرا إلى أن سوريا تلعب دورا محوريا في هذا السياق. وصف خراط سياسة سوريا بأنها تشبه لعبة الشطرنج التي تتعامل مع الأحداث بحذر ودهاء لضمان عدم الوقوع في فخاخ المشروع الصهيوني.
كما أكد الدكتور خراط أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من القلق والتوتر بسبب التحديات التي يواجهها على مختلف الجبهات، سواء من قبل المقاومة أو نتيجة الصراعات الداخلية. ورأى أن مشروع قناة بن غوريون، الذي يعد أحد المشاريع الكبرى للكيان، يواجه عراقيل كبيرة، معتبرا أن هذا المشروع لن يرى النور بسبب التغيرات التي يشهدها المشهد السياسي في المنطقة.